أخبار ومقالات دينية

وجود الضعفاء في المجتمع

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن وجود الضعفاء في المجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

#جريدة_موطني

اليوم : الجمعة الموافق 19 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت يا رسول الله إن لي إليك حاجة فَقَال صلى الله عليه وسلم ” يا أم فلان، انظرى أى السكك شئت، حتى أقضى لك حاجتك ” فخلا معها فى بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها ” رواه مسلم، وهذا من حلمه وتواضعه صلى الله عليه وسلم وصبره على قضاء حوائج ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي هذا خير كثير وبركة عظيمة للأمة بوجود هؤلاء الضعفاء، بل إن وجود الضعفاء في المجتمع سبب لرفع الضر والعذاب عنا، فعن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال.

” لولا شيوخ ركع، وشباب خشع، وأطفال رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا ” فإننا نحتاج إلى أن نربي إنسانا بمعنى الكلمة نحتاج إلى زرع إنسان يبقى أثره مئات السنين، كما قال أحدهم إذا أدرت أن تزرع لسنة فازرع قمحا، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمائة سنة فازرع إنسانا، فيجب أن لا تفقدوا الأمل في الإنسانية لأنها محيط، وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة، فلا يصبح المحيط بأكمله قذرا، فإننا نحتاج إلى إنسانية في التعامل مع الكبير، وإنسانية في التعامل مع المذنب، وإنسانية في التعامل مع المخطئ، وإنسانية في التعامل مع الحيوانات، وإنسانية في التعامل مع النساء، وإنسانية في التعامل مع غير المسلمين.

وإنسانية في تعامل الطبيب مع المرضى، وإنسانية في تعامل رب العمل مع عماله، وإنسانيه في تعامل الموظفين والمسئولين والإداريين مع الجماهير وقضاء حوائجهم، وإنسانية في التعامل مع جميع فئات المجتمع مع اختلاف ثقافاتهم، وبيئاتهم وأشكالهم وألوانهم ووظائفهم وأحوالهم، نحتاج أن نجسد الإنسانية من خلال شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي التعامل مع الآخرين ونسقطها على أرض الواقع، فهو قدوتنا وأسوتنا، فقال الله عز وجل فى سورة الأحزاب ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ” وهذا هو الرسول الأكرم والمعلم الأعظم يضرب المثل والقدوة في التأثير بالقرآن الكريم والتجارب مع آياته الكريمة، فعن عبد الله بن مسعود قال. 

قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إقرأ على، قلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال نعم، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية ” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ” قال ” حسبك الآن فألتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ” رواه البخارى، أي يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم، من التأثر بالقرآن والتعايش معه، إذ علم أنه صلى الله عليه وسلم المقصود والمعني بهذه الآية، وعن مطرف عن أبيه قال ” آتيت النبى صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعنى يبكى ” رواه أحمد وأبو داود النسائي، أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يحدث مثل الهزة عند القراءة لشدة تأثره بها، وأزيز المرجل هو صوت الإناء الذي يغلي به الماء، وإن من الواجب على قارئ القرآن الكريم أن يتأدب بآدابه.

ويتخلق بأخلاقه، ويتمسك بتعاليمه، فبأخلاقه يتحرر الإنسان من أهوائه وشهواته، وتتقوى نفسه بالأخلاق القويمة، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الإسراء ” إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ” وإن أسوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد كان قرآنا يمشي على الأرض، يتخلق بخلقه، يرضى برضاه، ويسخط لسخطه. 

 وجود الضعفاء في المجتمع

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار