
وزيرة الثقافة الفرنسية في متحف أم كلثوم .. نغمة تعاون بين القاهرة وباريس
كتبت الدكتورة فاطمة صبحي فهيم

في قلب القاهرة، حيث يعانق النيل ظلال النخيل، وما تزال أنفاس “الست” تتردد في الجدران، شهد متحف أم كلثوم، بقصر المانسترلي، بالمنيل، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة المعماري حمدي السطوحي، حدثًا فنيًا ودبلوماسيًا، مساء أمس الأول، حيث اصطحب وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، نظيرته الفرنسية السيدة رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، في جولة بين مقتنيات سيدة الغناء العربي، في لحظة بدت وكأن التاريخ يُعاد كتابته بموسيقى.

لم تكن الزيارة مجرد مرور رسمي، بل كانت وقوفًا أمام سيرة سيدة غيَّرت شكل الأغنية، وأعادت تعريف الشجن، وسافرت بصوتها من المحروسة إلى ضفاف النيل.

بدت الوزيرة الفرنسية مأخوذة بتفاصيل المتحف: عودٌ يتكئ على الحنين، فستان سهرات ينضح بالوقار، وميكروفون وقف أمامه صوت لا يشيخ.
أما وزير الثقافة المصري، فاعتبر الزيارة شهادة جديدة على أن الفن الحقيقي لا يحتاج ترجمة.
وقال: “ما يجمع القاهرة وباريس اليوم ليس فقط توقيع اتفاقية، بل توقيع نغمة خالدة على سلم التعاون الثقافي”.
وكان في استقبال الضيفين الأستاذ حاتم البيلي، مدير متحف أم كلثوم، الذي قدم عرضًا تفصيليًا حول المقتنيات الفريدة للمتحف، والجهود المبذولة في صون التراث الفني للسيدة أم كلثوم.
كما أكد البيلي أن المتحف لا يكتفي بعرض التاريخ، بل يسعى لإحيائه من خلال الفعاليات الفنية والبرامج الثقافية المستمرة.
وزيارة الست لم تنتهِ عند الذكرى، ولكن فتحت أبواب المستقبل، حيث ناقش الوزيران خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون الثقافي والفني بين البلدين، من خلال تنظيم أسابيع ثقافية متبادلة، وعروض موسيقية مشتركة، وتبادل الخبرات في مجالات التراث الموسيقي والحفاظ على الهوية الفنية.
وفي ختام الجولة، وقف الضيوف أمام صورة نادرة تجمع أم كلثوم بمثقفي عصرها، ليتبادلا نظرات تحمل اتفاقًا غير مكتوب: أن صون التراث ليس ماضٍ يُعرض؛ بل مستقبل مُستدام.