المقالات

وصيتي لأبنائي في عالم الإتصالات والإنترنت

جريدة موطني

هنا نابل/ الجمهورية التونسية

وصيتي لأبنائي في عالم الإتصالات والإنترنت

بقلم المعز غني

وصيتي لأبنائي في عالم الإتصالات والإنترنت

 

بماء الذهب فأقول لهم :

 

يا بني : إن جوجل ، والفيسبوك ، وتويتر ، والواتساب ، وجميع برامج التواصل الإجتماعي ، هذا العالم الإفتراضي فهو بحرٌ عميق ، ضاعت فيه أخلاق الرجال وسقطت فيه العقول …!
منهم الشاب ومنهم ذو الشيبة وأبتلعت أمواجه حياء العذارى …
وهلُك فيه خلقٌ كثير .
فاحذر التوغل فيه ، وكن فيه كالنحلة ، لا تقف إلا على الطيب من الصفحات ، لتنفع بها نفسك أولاً ثم الآخرين .
يا إبنتي ..
لا تكن كالذباب يقف على كلّ شيئ ، الخبيث والطيب ، فينقل الأمراض من دون أن يشعر ، إن الإنترنت سوقٌ كبير ، ولا أحد يُقدم سلعته مجاناً فالكل يريد مقابلا ، فمنهم من يريد إفساد الأخلاق مقابل سلعته ومنهم من يريد عرض فِكره المشبوه …!
ومنهم طالبُ الشهرة ومنهم المصلحين ..
فلا تشتر حتى تتفحص السلع جيدا ..
يا بني :
إياك وفتح الروابط ، فإن بعضها فخٌ وتدبير ، وشرٌ كبير ، وهكر وتهكير ، ودمارٌ وتدمير ..
يا بنيتي :
إياكِ ونشر النكات والإشاعات ، وأحذري النسخ واللصق في المحرمات وأعلمي أن هذا الشيء يُتاجر لك في السيئات والحسنات ، فاختاري بضاعتك قبل عرضها فإن المشتري لا يشاور .

يا بني :
قبل أن تعلّق أو تشارك فكّر إن كان ذلك يُرضي الله تعالى أو يغضبه ، لا تُعول على صداقة من لم تراه عينك …! ولا تحكم على الرجال من خلال ما يكتبونه .
فإنهم متنكرون !!
فصُورهم مدبلجة …!!
وأخلاقهم مجملة …!!
وكلماتهم منمقة …!!
يرتدون الأقنعة ..!!
ويكذبون بصدق …!!
فكم من رجل دين هو أكبر السفهاء وكم من جميل هو أقبح القبحاء وكم من كريم هو أبخل البخلاء وكم من شجاع هو أجبن الجبناء إلا من رحم الله ..
فكن ممن رحم الله .
يا بني :
أحذر الأسماء المستعارة فإن أصحابها لا يثقون في أنفسهم .
فلا تثق فيمن لا يثق في نفسه وإياك أن تستعير إسما ، فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى .

يا بني ..
لا تجرح من جرحك ، فأنت تمثل نفسك وهو يمثل نفسه وأنت تمثل أخلاقك وليس أخلاقه فكل إناءٍ بما فيه ينضح .

يا إبنتي:
إنتقى ِ ما تكتبي فأنت تكتبي والملائكة يكتبون ، والله تعالى من فوق الجميع يحاسب ويراقب .

يا بني :
إن أخوف ما أخافه عليك في بحر الإنترنت الرهيب هو مشاهدة الحرام ، ولقطات الفجور والإنحراف ، فإن وجدت نفسك قد تخطيت هذه المحرمات ، فاستفد من هذا العالم الإفتراضي في خدمة نفسك والتواصل مع مجتمعك ، واسع في نشر دينك ، وإن رأيت نفسك متمرّغا في أوحال المحرمات ، فأهرب من دنيا الفايسبوك والإنترنت هروبك من الضبع المفترس ، فالنار ستكون مثواك وسيكون خصمك غدا مولاك .
وفي الأخير يا بني …
إن من أهم مداخل الشيطان الغفلة والشهوة وهما عماد الإنترنت
و أعلم إن هذا الشيء لم يخلق لغفلتك إنما لخدمتك .. فاستخدمه ولا تجعله يستخدمك .. و إبنِي به ولا تجعله يهدمك ..فالدال على الخير كفاعله… والدال علي الشر كفاعله و إجعله حجةً لك لا حجة عليك ..
نسال الله الهداية والتوفيق . . .
اللهم أشهد لقد بلغت
الرجاء نشر الفائدة 👌

وصيتي لأبنائي في عالم الإتصالات والإنترنت

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار