Uncategorized

ولينصرن الله من ينصره

ولينصرن الله من ينصره
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى ولينصرن الله من ينصره جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب، فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من إنفرد بالقهر والإستيلاء، وإستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي، أن أساس الشكر مبني على خمس قواعد، وهم الخضوع للمنعم، وحبه، والاعتراف بنعمته، والثناء عليه بها، وأن لا تصرف النعمة فيما يكره المنعم، والبشر مهما بالغوا في الشكر قاصرون عن الوفاء.

فكيف إذا قصروا وغفلوا عن الشكر من الأساس؟ وأمر العبادة قائم على الاتباع، فلا يجوز إحداث عبادات لم تشرع، كما لا يجوز تخصيص عاشوراء ولا غيره من الأزمان الفاضلة بعبادات لم ينص عليها الشارع في ذلك الزمن، والنهج على آثار الأنبياء والاهتداء بهديهم والاجتهاد في تطبيق سنتهم هو الشكر بعينه، وأما عن الربيع بنت مُعوذ رضي الله عنها، قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة “من كان صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه” فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد ونصنع لهم اللعبة من العِهن، فنذهب به معنا، فإذا سألوا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم” رواه مسلم، وهكذا بلغ بالصحابة الحرص على تعويد صغارهم الصيام

أن احتالوا عليهم في تمرينهم عليه حتى يتموه، فصنعوا لهم اللعب يتلهون بها عن طلب الطعام، وذلك لكون تعويد الصغير على فعل الخير مكمن قوة في استقامته عليه في الكبر لأنها تصير هينة راسخة في نفسه تعسر زعزعتها، واليوم لدينا من وسائل التلهية المباحة بقدر ما لدينا من أصناف الطعام وأشكاله، وإذا اقتنع المربي بواجب لم تعيِه الحلية، فإنه لا يمر يوم عاشوراء دون أن نتذكر ما جرى لنبي الله موسى عليه السلام من مواقف وأحداث في طريق دعوته، وما واجه من تحديات وعقبات إنتهت بانتصار المؤمنين وهزيمة الطغاة والمفسدين، بعدما بلغ الكرب بالمؤمنين نهايته، فالبحر أمامهم والعدو خلفهم، فقال تعالى فى سورة الشعراء “فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون” فإنها ملحمة من ملاحم الدعوة تؤكد أن نور الله غالب مهما حاول المجرمون طمس معالمه.

وأن الصراع مهما امتد أجله، والفتن مهما استحكمت حلقاتها، فإن العاقبة للمتقين، لكن ذلك يحتاج إلى صبر ومصابرة واستعانة بالله صادقة، فقال تعالى فى سورة الأعراف ” قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين” فلا ينبغي أن يخالج قلوب المؤمنين أدنى شك بوعد الله، ولا ينبغي أن يخدعهم أو يغرّهم تقلب الذين كفروا فيظنوه إلى الأبد، وما هو إلا متاع قليل، ثم يكون الفرج والنصر المبين للمؤمنين، وإن قصة نبى الله موسى عليه السلام تؤكد أن الأمة المستضعفة ولو بلغت في الضعف ما بلغت، لا ينبغي أن يستولي عليها الكسل عن السعي في حقوقها، فقد استنقذ الله تعالى أمة بني إسرائيل على ضعفها واستعبادها من فرعون وملئه، ومكنهم في الأرض وملكهم بلادهم، فقال تعالى “والله غالب على أمره” وقال تعالى “ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى