
ومن يتوكل علي الله فهو حسبه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، ثم أما بعد يقول الله تعالي ” ومن يتوكل علي الله فهو حسبه ” ويقول قائل كان لي صديق يعمل في إحدى الفنادق الكبيرة، وكان من ضمن مهام مهنته أن يعد لحفلات يرتكب فيها محرمات، وبينما هو يعد قائمة بالمطلوب لإحدى هذه الحفلات، نظر أمامه فإذا بشيخ فاضل جليل من علماء المسلمين.
يتناول الطعام أمامه في المطعم، فتيقظ ضميره وشعر أنه يأتي محرّما، فما كان منه إلا أن ترك ما بيده وذهب إليه يسأله، هل ما أفعله بوظيفتي حلال أم حرام؟ فقال له إنه حرام، فقال له فماذا أفعل ؟ فقال له إتركها، فرد الشاب إن لي زوجة وأولاد، فمن أين سنجد قوتنا؟ فرد عليه الشيخ الجليل ” يابني إنه من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب” فقال له إذن أظل بوظيفتي حتى أجد غيرها ثم أتركها، فرد الشيخ الجليل بحزم يا بني إنه يقول من يتق الله أولا يجعل له مخرجا بعد ذلك، فكيف تريده أن يجعل لك مخرجا وأنت لم تتقه؟ فظل الشاب يفكر حتى هداه الله تعالى إلى كتابة الإستقالة والتوكل عليه سبحانه، ولكنه قبل أن يتم كتابتها إذا بمدير سلسلة الفنادق التي ينتمي إليها هذا الفندق يتصل به ويقول أريد أن أخبرك بشيء، فرد الشاب وأنا أيضا أريد أن أخبرك بشيء.
وهو يعني الإستقالة ولكن المدير قال له سأقول لك أنا أولا لدينا وظيفة شاغرة لمدير فرعنا بالمدينة المنورة وقد اخترتك لها، فما رأيك؟ فسبحان الله العظيم، وهذه قصة واقعية أخرى لمسلم توكل على الله تعالي وافتخر بإنتماءه للإسلام وإعتز بتفضيل مراد الله تعالي على مراده، فيقول قائل وكان يعيش في انجلترا لدراسة الدكتوراه، إلتقيت بشاب إنجليزي يعيش في جنوب لندن، وقد أسلم ودخل في الإسلام حديثا، وبعد إسلامه بثلاثة أسابيع عثر على وظيفة، فحاول غيره من الشباب المسلمين أن يحذروه من أن يقول أنه قد أسلم حين يذهب للمقابلة الشخصية، حتى لايكون ذلك سببا في عدم قبوله، فيتأثر نفسيا فيرتد عن دينه، إلا أن هذا الشاب توكل على ربه ولم يخشهم، فذكر لأصحاب العمل أنه قد أسلم وكان اسمه رود، فأصبح إسمه عمر، وقال لهم أيضا بفخر لقد غيرت ديني وإسمي.
وأريد وظيفة تتيح لي وقتا للصلاة، فما كان منهم إلا أن قبلوه في تلك الوظيفة، وكان الأمر أعجب عندما قالوا له إننا نريد في هذه الوظيفة رجلا عنده القدرة على إتخاذ القرارات وأنت عندك قدرة عظيمة جدا في إتخاذها، فقد غيرت إسمك ودينك وهذا إنجاز كبير، فاللهم يا سامعا لكل شكوى ويا كاشفا لكل بلوى، فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، وأقضي الدين عن المدينين، وأشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم يا حي يا قيوم اغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، اللهم أبرم لأمة محمد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.