قصة

وهم الحب

جريدة موطنى

وهم الحب 

بقلم الكاتبة زيزي رضا

تصادم بها صدفه، وعندما سمع صوتها أعجب بحديثها وتعلق بيها، وعند غيابها يظل حائر البال، ساهر الليل، إلي أن يسمع صوتها من جديد، يتحدثون ويتبادلون الأحاديث في كل شيء ، ويسرقهم الوقت الي أن يغلبهم النعاس، ومرت الايام والأشهر إلى أن تعودوا علي بعض وعرفت عنه كل شيء وهو أيضا عرف عنها كل شيء واكتشف خلال الحديث أنها زوجة وهذا لم يخطر علي باله ابدا وهي أيضاً علمت أنه متزوج ولكن الشيء الوحيد الذي يعرفه أنها تكبر بعشرة أعوام ، فأصبحت الصداقه قواية ومترابطة ، وذات يوم أظهر مشاعره اتجاهها ، وهي صامته لا تتحدث ، فماذا تقول أكثر مما قالته أنها زوجة ولدها طفل وحياتها مستقرة ، وبدأت تهرب منه ولا ترد علي رسائله، وأصبحت أكثر توتراً ، لقد تعودت أن تتحدث معه دائما وتعلقت بيه كثيرا وأنه المقرب لديها وأنها لا تتحمل أن تجلس هكذا دون سماع صوته إلا أن دق جرس الهاتف فردت عليه فإذا به يتحدث إليها وحشتني وكأن شيئاً تائها منها قد وجدته وانت ايضا وحشتني وعاتبها لماذا كل هذا البعد فاني أعلم بانگ تهربين مني فقالت انت تعلم بأني زوجه 

فكيف اترك هذه العلاقة تتسرب إلينا من مشاعر فنظر لها فقال إني أرى لهفتك في عيناكي ، فقالت انت اخ وصديق وهذا ما أشعر به ، وأغلقت الهاتف مرة أخرى هاربة ولكن هاربة من نفسها لأنها فالفعل شعرت بداخلها ما يشعر بيه وانها تبادله نفس الاحساس ورغم هذا لا ترد ع الرسائل ولا الإتصال ، وبعد مضي أسابيع لا تتحمل كل هذا البعد أم العناد أم الإحساس الذي تسرب إليها خلسه، وبعد غياب اتصلت هي فقالت له أحبك وكررتها كثيراً وهو مستمع لها فقط أحبك وهي غائبة عن العالم ولاترى غيره ونسيت انا زوجة رجل آخر مع العلم بأن زوجها يحبها ويتمنى لها الرضا ،ورغم هذا أصبح هذا الحب يكبر أمام أعينهم ونسوا أنهم ازواج ولكن نشوة الحب أغمضت أعينهم عن كل شيء 

ومر عامين وسألها هل تريدي رؤيتي فقالت نعم ولكن عذراً لا ينفع وبدأت تلجأ الي الهروب ولاترد ع اتصاله ، عذبته كثيراً بترددها ، تارة تكون معه بكل وجدانها، وتارة أخرى تهرب منه ولكنه دائما علي أمل أنها سوف ترجع كعادتها ، كانت في العقد السادس والثلاثين كانت في أبهى جمالها، كل من رآها تمنى قربها والحديث معها رقيقة جميلة وأيضاً روحها أجمل وهى لا ترى غير بيتها وحبيبها وتصارعت الأفكار وأصبحت شارة الذهن بين الصح والغلط والخوف وحياتها وبينها ولكنها تشعر معه أنها سعيدة وعندما تسمع همس صوته ورغم طول المسافة والجاذبية والبعد إلا ان ارتباطهم قوى ورغم ما مر من سنين ورغم عدم اللقاء وجفاءه ولم يحتضن حبه في الواقع ولكن احتضنوا حبهم رغم ما يعانيه من بعد وعدم اللقاء إلا أنه لا يرى غيرها ولا ترى غيره، وعندما كان يريد أن يلتقى بها تهرب منه وتغلق كل الأبواب أمامه وتمر الأيام والأسابيع والأشهر وتكرر هكذا تلوا الأخرى وترجع له ومازال علي طلبه قائم ،فانه لا يتحمل هذا الجفاء في البعد ومرت السنين بين التردد وهو لا يكف عن طلب اللقاء بيها ومرت السنوات السبع وقد لفت انتباهه أن هذه الأعوام يجهل المجهول وأنه عذب قلبه كثيراً ما بين الوهم والحب كلما اقترب باللقاء منها ابتعددت بالجفاء فأغلق كل شيء عنها وابتعد ولم يراسلها وهي أيقنت أنه بالفعل ابتعد ، وأصبحت كلمات الجفاء والعتاب واللوم في حديثهم وبالفعل أدركت أنها عذبته كثيراً ، وتنهض مسرعة باكية وتتذكر ما مضى من ذكريات وتسأل نفسها كيف عذبته وانا أحبه كل هذا الحب، كيف تجرأت أن أهين حبي بحماقتي لماذا اهرب منه الي عزلتي، ولماذا لا أهرب من نفسي إليه ، فإنه الحبيب والرفيق، من تحملني في كل شيء وكان يساندنى ولا يمل يوما مني حتى وأنا اجافيه كان يبوح لي ويعبر عما بداخله من حنين فكيف تحمل منى كل هذا العذاب والجفاء ولا شيء بيديها سوا أن تكون كما هي فهي أيضا تتعذب فلديها زوج وطفل وبيت ولها حبيب يسكن القلب والنبض، ووقفت تخطوا بخطواتها أمام المراءه ، ووجدت ملامح وجهها قد تغيرت وان العمر قد سرق منها ومازال حبها يسكن قلبها ومازال هو في انتظار قبولها رغم مما مر من العمر ، فبكت لم لا أوفقه الرأي لما تركت العمر يسرق منى أجمل أيام حياتي وكأن كل شيء ضاع منها فأجاة وأنها لا تملك من الحياة شيئاً سوى ذكريات وشعرت بالذنب وأنها من جنت على نفسها وعليه وعذبته ولم تدرك إلا بعد فوات الأوان ولم تتخيل يوماً أنها لم تسمع صوته ، فأمسكت بهاتفها ورنت عليه وبعد دقائق سمعت الهاتف يرن فوجدت من سكن فؤادها وعندما سمعت صوته وسمع صوتها فقالت وحشتني وقد اشتاقت إليك كثيراً وأنها تريد أن تطمئن عليه فرداً قائلاً رغم العتاب 

أنها اجمل أمنياته وأنها مازلت في قلبه لا يسكنه غيرها وشعرت وقتها أنها بالفعل احتضنت عمرها الذي سرق منها وبأن شيئاً جميلا يلامس قلبها وتبادلوا الأحاديث ما بين الذكريات الماضية والحاضر الآتي .

وهم الحب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار