يا تاركا للصلاة ويا هاجرا لبيوت الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد اعلموا أن الدين النصيحة، وأنه يجب على كل فرد منا أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على حد قول الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم ” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه ” فكل إنسان في وقتنا الحاضر يستطيع أن يغير ولو على الأقل بلسانه، واعلموا أن الله عز وجل فرض الصلاة وجعلها في خمسة أوقات في اليوم والليلة، ووزعها وبين أوقاتها، ولذلك فمن غيرها عن أوقاتها يعد متعديا ظالما لنفسه باخسا للصلاة، حيث قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر”
فيجب أن تصلى الصلوات في أوقاتها على الجماعة، ومن تخلف عن ذلك فسينال جزاءه في الدنيا والآخرة، ويجب على أئمة المساجد ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرهم ممن يهمهم أمر الإسلام والمسلمين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأن يرشدوا جميع من يتخلفون عن الصلوات، أو يتعاطون المنكرات، بهذا الإثم حتي تبرأ ذمتهم أمام الله تعالي، فهذا رجل آتاه الله تعالي قوة في جسمه وفتوة في عضلاته، فنسي أن الله تعالي هو القوي المتين كان يسمع داعي الله فلا يجيبه، أما إذا سمع داعي الهوى والشهوات أسرع في إجابته، وكل همه جمع المال من أي طريق كان، سواء كان يعمل حمالا يحمل البضائع في الأسواق وذات يوم دخل متجرا وهو يحمل بضاعة فسقط عليه جدار فوقع على ظهره، فأصيب بشلل كلي أفقده القدرة على المشي والحركة.
فصار حيا ميتا، قد حكم عليه بعدم الحركة طوال الحياة حتى الخارج من السبيلين لا يملك إخراجهما بنفسه فيحتاج إلى ثلاث ساعات على الأقل لإخراجهما بعد ألم عسير لا يعلمه إلا الله، وهكذا هي حياته نكد وألم وتعب، لم يعرف المسجد يوما، فعاقبه الله عقابا أليما، وسأله أحد الزائرين عن أمنيته الآن، فقال أتمنى أن أحضر صلاة الجماعة، آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فيا تاركا للصلاة ويا هاجرا لبيوت الله ويا مستهينا بأوامر الله هل تذكرت هادم اللذات ومفرق الجماعات؟ وهل تذكرت مفارقة المال والأهل والأولاد؟ وهل تذكرت يوما تكون فيه من أهل القبور؟ وهل تذكرت ضيق القبور وظلمتها ووحشتها وكربتها؟ وهل تذكرت عذاب القبر وحياته وعقاربه؟ وهل تذكرت عندما يضرب الفاجر بمرزبة من حديد يغوص في الأرض سبعون ذراعا.
ويصيح صيحة يسمعه كل الخلائق إلا الإنس والجن؟ وهل تذكرت عندما تسأل في قبرك أتوفق للجواب أم تحيد عن الصواب؟ فيا ويلك كيف نسيت الموت وهو لا ينساك ويلك كيف غفلت ولم يغفل عنك وويل لك كيف تؤثر دنياك ولا تدري غدا ما يفعل بك، فأعد للسؤال جوابا، وللجواب صوابا، وإياك والتفريط في جنب الله تعالي فالله معك يسمعك ويراك وإياك والتسويف ولا تقل ما زلت في مقتبل العمر ولسوف أتوب، فالموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا، ولا شابا ولا شيخا ولا غنيا ولا فقيرا، ولا وزيرا ولا أميرا ولا رجالا ولا نساء فيقول تعالي” وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ” فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، ولكي نصل بر الأمان لابد من الصلاة والمحافظة عليها ولكي نصل إلى مجتمع بلا مخدرات وبلا مدمنين يجب على الجميع التكاتف والتعاون.
يا تاركا للصلاة ويا هاجرا لبيوت الله
من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال التعاون مع الجهات الرسمية المسؤولة والمؤسسات الخاصة والجمعيات لوقف ومحاربة هذا الوباء الذي يهدد مجتمعنا، ويؤدي إلى ضياع الشباب وهلاكه ومن المهم شغل أوقات النش والشباب بالنافع والمفيد، والتعلق بالصلاة والقرب من الله عز وجل.