Uncategorized

يبقي محدود الرؤية

 

 

 

الكاتب / عايد حبيب مدير   مكتب  سوهاج   بجريدة

الملحد عندما نطرح لهُ سؤالاً من الذي خلقك ؟ يرد عليك بجوابه مثل كل الكائنات في الكون فأنا كائن الآن ولدتني أمي كأي أنثى في الطبيعة وأبي كأي ذكر ، وهنا تسلمنا الطبيعة للحياة حتى وقتنا الحالي ونشأت المعمورة البشرية علي هذا الأساس في طبيعة الحياة المسلَّمة للكائنات من ملايين السنين قبل الديانات فسأله السائل : من خلق الأرض والسماء وآدم ؟ قال بهدوء أعصاب : خرج آدم فوجد الكون هكذا .. فالملحد طرح سؤالاً لسائله قائلاً : من خلق ألله ؟ قال السائل : لم ترد في الكتب السماوية إجابة علي هذا السؤال .. فأنا لا أستطيع الرد عليك في هذا السؤال ، فقال الملحد لسائله : و أنا لا أستطيع أن أرد على سؤالك ” من خلق أدم ” فقال السائل للملحد : أنا أعطيكَ شواهد بأنهُ الله موجود فعلي سبيل المثال معجزات الأنبياء ، فقال الملحد لسائله : لماذا الشرور في الكون ألم يكن أولى بأن يخرج المعجزات للبشر وأن ينهي المشاجرات بين الشعوب .. ولماذا ترك الشعوب تتناحر مع بعضها البعض منذ تكوين الخليقة ؛ وصراعات لا تنتهي ألم يكن بالأحرى أن يهبَ المعجزات لخليقته ويقضي علي الصراعات البشرية ؟ قال المتسائل للملحد : الله يريد أن يميز عبيده الصالحين من الطالحين .. ولذلك يسمح للحروب وعلي سبيل الذكر قالَ الله في تنبأته عن حروب الكون فمن خلال الحروب ينفذ البشر كلام ألله تلقائياً دونما يدرون فالله لديه حكمة في خلقه ، فقامَ الملحد فى صمت … وقال لسائله سأعد الأسئلة مرة ثأنية ــ وذهب الملحد من جوار المتسائل فهنا استنتج المتسائل من خلال سياق حديثه مع الملحد بأن هذا الرجل يريد الله شيئاً ملموساً ومرئياً كالآلهة الكونية ولا يريد المسلمات الطبيعية .. كالنسيج المجتمعي الحالي ، وهذه الظاهرة استخرجها الملحدون من الفكر الفلسفة الغربية وفي العصور الماضية لم يخرج المجتمع الشرقي أحدا بهذا الفكر ولم نرها إلا فى عصورنا هذه

فقد امتد هذا الفكر الإلحادي إلي مجتمعنا الشرقي فإن لم يجد ردوداً منطقية وعقلانية ترد على كل ما يدور في زهون شبابنا سيتطور هذا الفكر ليصبح مثله مثل الديانات السماوية في انتشارها المنشقة لذاتها ويسود هذا الفكر ويتأثر به شبابنا تدريجياً في المستقبل ، فيتمحور هذا النقاش من متخصصين سابقين من الملحدين في النقاش ، فيكون ذو خبرة في العقيدة الإلحادية .. وليس من رجال الدين لأن الملحدين قد غاصوا في هذه التجربة … ولذلك هم يعرفون كيفية التحاور في صلب الموضوع ، أما رجل الدين تخصصهم الدين السماوي في نقاشه فقط ، هذه ظاهرة انتشرت في نطاق واسع وأصبح كائناً ملموساً علي أرض الواقع ، قال سقراط عندما يوجد لك دليلاً في شيء ما فاتبعه ولا تتردد ، بل نحن نتابعه علاجياً بالحوار المنطقي الفلسفي القائم عليه الملحدون ، فالإلحاد مأخوذ من الفلسفة الغربية ، وهذا قد يتحارب بالعلم سواء أكان بيولوجيا أو جيولوجيا أو كونيا أو طبيعيا ومنطقياً ، فأنت تناقش فكر من الأفكار الغربية المعتمدة علي الكون والطبيعة والعلم المنكرة لوجود الديانات فهذه الظاهرة من الصعب النقاش فيها ؛ لو لم تكن ملما بجميع ما يتحدثون به فتعجز أمامهم عن إقناعهم .. ولا نضحك على أنفسنا ونرمي المسئولية علي الفقر .. وتتكاسل المجتمعات عن ردهم ونتهمهم بالسذاجة والجنون والتفاهة فلا يخلو الملحد من ثقافة وعقل راجح وصله لهذا الفكر .. فقد يكون هذا نتيجة لعدم الرد علي أسئلته ، فإن لم يتوفر الرد المقنع ستزدهر هذه الظاهرة تدريجيا فتصبح كالخلايا السرطانية ويؤسسون حزبا بحق المواطنة ويزداد عدد التابعين من كل فئات الشعب المتضايقين والمكتئبين وفيما بعد نصفق كفا علي كف في الحالتين يتناقشون بالحب .

يسأل المتسائل من الملحد قال الملحد للمتسائل : لو هناك مجموعة من البشر لا دين لهم يفعلون جميع أفعال الخير فعلي سبيل المثال لا يقتلون ولا يزنون ولا يذمون ولا يكذبون وهم صادقون في كل أعمالهم وأدميتهم ولهم السبق في بعض التطورات في المجتمع من طب أو اكتشافات علمية لصالح المجتمع والبشرية مثل ” كيانو ريفز الممثل ، روان الممثل ، أديكسون في الكوميدية وأنجيلينا جولي الممثلة ، دانيال رادكليف الممثل الخيالي ” ولديك مؤمنين يفعلون كل الشرور التي علي الأرض .. فمن الأفضل عند الله ؟ المؤمن أم من لا دين له .

فرد المتسائل علي الملحد قائلاً له : المؤمن بالله ولو أخطأ وتاب فالله يقبل توبته لأنه مولود بالإيمان وبداخله الله فسرعان ما يتراجع من خطاياه … أمأ الذين لم يعرفوا الله فليس لديهم تذكير داخلي عندما يفعل الخير وهم سالكون في طبيعة الحياة مقلدون الخير والشر وليس لديهم ثوابت دينية فسرعان ما يغضبون ويتراجعون عن الخير لأنهم ليس لديهم حاجز إلاهي أو ثوابت دينية يليق أو لا يليق ، ففي فعل الشر بحسب أدمية الشخص الملحد وإنسانيته الكونية وبيئته المحيطة به .. فهو يحدد بأفعاله كان شراً أو خيراً ، فقال الملحد للمتسائل : من المؤسف في مجتمعاتنا يقولون بأن الملحد مريضاً ولم يناقشوه بمنطقية عقلانية بل نظراتكم متوجهة لنا بتعجب وابتسامة خفيفة من الأشخاص المحاورين دون أن يفكروا بفكرة مقنعة للملحد وعدم وعي المحاور وإلمامه بالأشياء التي يتبناها الملحد والشيء المقتنع به الملحد مثل مقال آينشتاين ( رافضاً فكرة الأديان الإبراهيمية عن الإله الذي يثيب ويعاقب بالجنة أو النار للأبد ؛ وذلك لإيمانه الشديد بمبدأ الحتمية ورفضه فكرة الإرادة الحرة . فكيف لإلهٍ أن يعاقب مخلوقاته على أفعالٍ اقترفوها مدفوعين بحتمية داخلية وخارجية ؛ أفعالٌ هي في الحقيقة مقدّرةٌ من الإله ذاته الذي سيعاقبهم عليها . كما كان يرى الأخلاق صناعةً بشرية ، وكان ينتقد الملحدين بشكل كبير جدا ، وفي نظره أن الملحدين هم أشخاصٌ قد عانوا بشكلٍ كبيرٍ خلال تحررهم من قيود الدين وأصبح عندهم غضب شديد من كل ما يمتُّ له بصلة ، ويشبّههم بالعبيد الذين ما زالوا يشعرون بأثقال قيودهم حتى بعد أن تحرروا منها ، وأنهم لا يستمتعون بموسيقى السماوات ، ولا مشاهدة التناغم في الكون ) هذا هو رأيي مثل ما قال أينشتاين ق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى