مقالات دينية

يعتبرون أنفسهم أبناء الله وأحباؤه

جريدة موطني

يعتبرون أنفسهم أبناء الله وأحباؤه
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل الشباب قوة، وزينة وفتوة، وزيّن بالثبات منهم من شاء، وحلى بالإستقامة منهم من أراد، أحمده سبحانه وأشكره والشكر له على جزيل نعمه، وعظيم مننه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله ربه بالهدى والنور، فلبّى دعوته شباب نفع الله بهم الإسلام وأمته، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، المتفانين في دعوته، والممتثلين لأوامره، والمجتنبين لنواهيه، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن أرض سيناء المباركة فقيل أنه في عهد السلطان سيف قطز، خرجت الجيوش المصرية عبر سيناء لقتال المغول في غزة وبلاد الشام وألحقت بهم هزيمة فادحة في معركة عين جالوت سنة، وقد قامت كل من إسرائيل وفرنسا وإنجلترا بعمل هجوم منظم علي مصر فيما يسمي بالعدوان الثلاثي علي مصر.

وقد قامت المقاومة الشعبية بأعمال بطوليه لصد الفرنجا والإنجليز أما إسرائيل فأخذت سيناء بالكامل ولكن صدر قرار من مجلس الأمن آنذاك برد جميع الأرض المحتلة الي مصر وعدم شرعية الهجوم علي مصر قامت إسرائيل في يوم الخامس يونيو من عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون ميلادي، بشن هجوم على مصر وسوريا والأردن وإحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن، وإستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة أن يعبر هذه المحنة في صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخوله حرب الإستنزاف، وإستعادة مصر سيناء مرة ثانية في أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعون ميلادي، وشبه جزيرة سيناء تحتوي على أقدس مقدسات اليهود، فمن جانب الطور الأيمن نودي نبي الله موسى عليه السلام وعليه تلقى الألواح، وبها صخرة العهد.

وسيناء هي أرض التيه، ما يجعل أطماع اليهود تحوم في فلكها، وقد تربى أبناؤهم على عقيدة أن جزيرة سيناء هي قلب مملكتهم الموعودة وما فلسطين إلا جزءا صغيرا من تلك المملكة التي تضم سيناء وفلسطين وشرق الأردن وقسما من سورية والعراق حتى الرافدين، وأما عن أطماع اليهود في سيناء والتي يربطونها بالمعتقدات اليهودية والتاريخ الإسرائيلي فيرى بعض المؤرخين أن قصص التلمود ونبؤات الأقدمين وأسطورة الشعب المختار ليست في الواقع إلا وسيلة من وسائل التعبئة والإقناع يستخدمها القادة والموجهون الصهاينة لدفع الشباب اليهودي نحو هذه الأهداف التوسعية الإستعمارية، وإن كانت لا تمثل في الواقع أمرا مهما فالتوسع الإستعماري يعتمد على النفوذ قبل أية حجة، وقيل أن بني إسرائيل لما نجاهم الله تعالى من فرعون وجنوده.

طلب منهم كليم الله موسى عليه السلام دخول الأرض المقدسة جبنوا وقالوا كما قال القرآن الكريم ” قالوا يا موسي إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ” ويسيئون لذات الله تعالى فيما يقولون فتارة يصفون الله تعالى بالفقر، وتارة بالبخل، ويعتبرون أنفسهم أبناء الله وأحباؤه، وهم أشد الناس عداوة وحسدا لأهل الإيمان على مدى الزمان، ومن شدة العداء أنهم يعرفون الحق لكنهم لا يتبعونه، فهم يعرفون أن النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم حق، وأنه من عند الله تعالي ولكنهم لم يتبعوه، ولما هاجر النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة نظر إليه اليهود فعرفوه، وأكنوا له العداوة كما روت ذلك أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب زوجة نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم فإنها ذكرت أن حيي بن أخطب أحد زعماء اليهود.

لما قدم النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم المدينة رآه فعرف أنه نبي مما قرأ عنه في التوراة، تقول صفية رضي الله عنها أن أباها وعمها التقيا بعد أن رأيا النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم فقال عمها لأبيها أهو هو؟ قال نعم أعرفه بوجهه أو بنعته، قال فما في صدرك له؟ قال عداوته ما بقيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى