اضطراب الوسواس القهرى
بقلم/ د. حنان حسن مصطفي
يرجع تاريخ البحث فى ا اضطراب الوسواس القهرى إلى قديم الزمان، فقد وصف الفراعنة الوساوس والقهر فى أوراق البردى، إذ اتصف “حقانخت” كاهن الوزير “إبى” بأنه كان لديه وسواس قهرى وبخاصة فيما يتعلق بالعد counting، وقد وصف ” جالينوس ” 200-130 Galen تقريبا الوسواس فى روما، وقد وصف عدد من العلماء المسلمين الوسواس القهرى ومن أبرزهم أبو زيد البلقى، ابن قدامه المقدسي حيث كتب الأخير رسالة صغيرة تحت عنوان “ذم الموسوسبن” شملت هذه الرسالة بحثا فى الوسوسة صنف الى سته فصول كما يلى: فى النية والطهارة والثلاة، وفى ترديد كلمات من الفاتحة أو التشهد أو التكبير ….. وعلى نحو ذلك، وفى الاسراف فى الماء والوضوء والغسل، وفى الزيادات على الغسلات الثلاث، وفى الوسوسة فى انتقاض الوضوء بخروج خارج منه، وفى أشياء سهل الشرع فيها وشدد هؤلاء، وفى العصور الوسطى وبالتحديد فى القرن السابع عشر وصف ” شكسبير” شخصية السيدة “ماكبث” بأنها شخصية تظهر عليها الوساوس ويتجسد ذلك فى طقوس غسل اليدين المستمرة الناتجة عن الذنب بعد قتل الملك ” دكنان” وتعد هذه واحدة من أكثر المظاهر الوسواسية شهرة فى الادب الانجليزى ( عبد الخالق، 2002:23-24).
وفى القرن الثامن عشر وتحديدا عام 1838م، يعرف اسكيرال Esquiral حالة من الشك الوسواسي وقد أطلق عليها اسم الهوس المنطقى إحدى الأعراض، Monomania Raisonnate , ثم آلاف فارليه Farlet الذى أطلق على نفس الحالة اسم ” مرض الشك” la maladia du doute, ولكن موريل Morel اول من استخدم مصطلح وسواس “obsession عام 1866م (1974:20, Beech).
كما وضع فيستفال Westphal اول تعريف للوسواس عام 1887م حيث عرفه بأنه فكر ياتى للعقل على خلاف رغبة المريض، وهو فكر لا يستطيع المريض كبته بالرغم من تعرفه عليه كمفكر غير طبيعى، وفى عام 1896م ربط فرويد بين الخبرات الجنسية فى مرحلة الطفولة وبين عصاب الوسواس القهرى ومبكانيزم الكبت، وذهب إلى أن الأفكار الوسواسية تنشأ نتيجة للكبت، فعندما تفشل الدفاعات تبدأ الوساوس، وفى إنجلترا كانت المصطلحات المبكرة لاضطراب الوساوس القهرىة توصف بأنها شكوك Scruples، وميلانخوليا دينية Melancholy Religious، وأصبح مصطلح الوساوس والافعال القهرية مرتبطا بالاضطراب فى الطب النفسي الانجليزى ( Thomas R., 1984: 2 Insel) .
اضطراب الوسواس القهرى