اهتمام القيادة السياسية فى مصر بأمن الطاقة
بقلم د: مايسة أحمد محمد
ماجستير حماية البيئة، زميل كلية دفاع وطنى أكاديمية ناصر العسكرية العليا
مدير إدارة حماية البيئة، شركة سوكو
يُعد أمن الطاقة أحد الركائز الأساسية للأمن القومي الشامل لمصر، إذ يمثل ضمان الاستقرار والتنمية المستدامة في مختلف المجالات. وقد أولت القيادة السياسية اهتمامًا بالغًا بهذا الملف، من خلال مشروعات كبرى وتشريعات واتفاقيات إقليمية ودولية.
أولًا: ترسيم الحدود واتفاقيات الطاقة
ظهر ذلك في اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ومصر وقبرص، ومصر واليونان، بما أتاح لمصر استغلال ثرواتها في شرق المتوسط. كما شملت الجهود تفاهمات بشأن الحدود البرية مع فلسطين عبر معبر رفح، وترسيم الحدود الدولية مع إسرائيل، واتفاقية كامب ديفيد، وعودة طابا لمصر عبر التحكيم الدولي.
ثانيًا: مشروعات الكهرباء العملاقة
أطلقت مصر مشروع إنشاء محطات توليد كهرباء عملاقة بالتعاون مع شركة سيمنز الألمانية في (بني سويف، البرلس، والعاصمة الإدارية)، مما أسهم في رفع القدرة الكهربائية بنسبة 45% عن السابق.
ثالثًا: مشروعات الربط الكهربائي
عملت مصر على تعزيز أمن الطاقة إقليميًا عبر مشروعات الربط الكهربائي مع الأردن، السودان، وليبيا، وكذلك المشروع الجاري مع السعودية المقرر تشغيله تجريبيًا عام 2026. كما يجري التفاوض بشأن مشروعات استراتيجية للربط مع قبرص واليونان وإسرائيل.
رابعًا: منظومة الكروت الذكية للوقود
شرعت مصر في تطبيق منظومة إلكترونية حديثة لمراقبة وتوزيع المنتجات البترولية، عبر الكروت الذكية بديلاً عن البونات الورقية. وقد تم تطبيقها في بعض الشركات والجهات الحكومية، ومع التوسع فيها للأفراد ستصبح وسيلة ذكية لإدارة الدعم وضبط الاستهلاك.
خامسًا: دور الباحثين والمجتم
أمن الطاقة ليس مسؤولية القيادة السياسية وحدها، بل يتطلب جهود الباحثين لتقديم حلول مبتكرة، إلى جانب وعي المواطنين بترشيد الاستهلاك، مثل استخدام النقل الجماعي والمصابيح الموفرة للطاقة
خاتمة
إن اهتمام القيادة السياسية بأمن الطاقة يؤكد مكانة مصر المتنامية كمركز إقليمي للطاقة، وهو ما يستوجب تضافر جهود الدولة والمجتمع والبحث العلمي معًا لتحقيق هذه الرؤية.
تحيا مصر… تحيا مصر… تحيا مصر
اهتمام القيادة السياسية فى مصر بأمن الطاقة