رماد الشتاء حين يأتي قبل موعده
الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي
لا يجلب المطر وحده بل يستدعي كل ما كنا نظن أننا تجاوزنا
قطرات كإبرٍ باردة
تخترق الذاكرة وتفتح جروحًا لم تشف يومًا أفتح رسائل الأمس فتخرج منها رائحة الذكريات دخان ثقيل
يلتصق بالروح ولا يزول
ضحكات منسية تتحول إلى صدى موجع
وأحلام قديمة تنكسر في داخلي كما تنكسر الموجة على صخور جرداء
ما أصعب أن تصبح العشرة رمادًا أن يتبخر الدفء فجأة
تاركًا وراءه صقيعًا يأكل القلب ببطء كأن الزمن نفسه يتواطأ لا يطيل هذا العذاب
حتى الغريب الذي كتب في ذات الساعة التي اعتدت أن أستيقظ فيها على رسائلك
لم يكن سوى مرآة تعكس خواء اللحظة
تذكري أن بعض الغياب لا يملأ وأن بعض الأرواح لا يشبهها أحد
كل شيء يمر إلا هذا الألم الذي يسكنني يرفض أن يتركني ولو لحظة
كأنه باقٍ علمني أن الرحيل لا يكتمل
وأن الحنين أثقل من العمر ذاته تقبلي مروري مرًّا كوجعٍ لا يهدأ وطويلًا كزمنٍ يرفض أن ينتهي
رماد الشتاء حين يأتي قبل موعده