محمد تامر.. فودن الغلابة الذي تحدى الصعاب
بقلم محمد خفاجي
في زمنٍ أصبح فيه بريق الشهرة يسطع على الكبار فقط، يطلّ علينا لاعب صغير السن كبير الأداء، اسمه محمد تامر، الملقب بين زملائه بـ”فودن الغلابة”، تشبيهًا بنجم مانشستر سيتي فيل فودن، نظرًا لموهبته الاستثنائية داخل المستطيل الأخضر، رغم تواضع الإمكانيات والظروف.
بدأ محمد تامر مسيرته الكروية من مسجد موسى، أحد الفرق الشعبية في الدرجة الرابعة، حيث كانت بدايته المتواضعة شاهدة على موهبة فطرية لم تخضع لمدارس احترافية، بل نضجت في الشوارع والبطولات المحلية التي تصنع الرجال.
وبعد فترة قصيرة، لفت أنظار متابعي الكرة الشعبية بلمساته السحرية وتمريراته الذكية، لينتقل إلى صفوف نادي الترسانة، تلك القلعة العريقة التي طالما خرجت أجيالًا مميزة في تاريخ الكرة المصرية.
لكن طموح “فودن الغلابة” لم يتوقف عند حدود الترسانة، فواصل العمل والاجتهاد حتى وجد طريقه إلى صفوف فريق أطفيح، أحد فرق الدرجة الثالثة، الذي يخوض حاليًا منافسات كأس مصر، ويقدّم فيه محمد تامر أداءً لافتًا جعل اسمه يتردد على ألسنة الجماهير والمتابعين.
ما يميز محمد تامر ليس فقط موهبته، بل روح التحدي والإصرار التي يتمتع بها. فهو نموذج للشاب المصري المكافح الذي لا تؤمنه الشهرة ولا تغريه الأضواء، بل يدفعه حلمه ليثبت أن النجاح لا يحتاج سوى عزيمة وإيمان بالقدرات.
في كل مباراة، يظهر بثقة اللاعبين الكبار، يمرر، يراوغ، يصنع الفارق، وكأن داخل جسده الصغير قلب أسد وروح بطل.
ولعل لقب “فودن الغلابة” لم يأتِ من فراغ، فهو فعلاً “فودن” بمعنى الإبداع، و”الغلابة” بمعنى البساطة التي لا تنفصل عن الجذور. يجسد قصة كفاح شاب بدأ من لا شيء، ويحلم بأن يصبح يومًا ما بين صفوف الكبار في الدوري الممتاز، أو ربما يحلق خارج الحدود ليرفع اسم أطفيح ومصر عاليًا.
ختامًا، يبقى محمد تامر نموذجًا يُحتذى به في زمن قلّت فيه النماذج الملهمة، وشاهدًا على أن العمر لا يقاس بالسن، بل بالعطاء داخل الملعب.
فهو صغير السن، نعم، لكنّه كبير بالفعل… كبير بروحه، بأدائه، وبإيمانه بأن القادم أفضل بإذن الله.
محمد تامر.. فودن الغلابة الذي تحدى الصعاب
