مصر تُبنى رغم الخونة ومؤامرات تشويه الوعي الوطني
✍️ كتب حازم علي أدهم
في زمن أصبحت فيه الكلمة أخطر من الرصاصة تخوض مصر واحدة من أعقد حروبها على الإطلاق حرب الوعي
فبينما تنشغل الدولة ببناء الإنسان والمجتمع والبنية التحتية والمستقبل هناك من يتربص خارج حدودها وداخلها محاولا تشويه كل ما تحقق وخلق صورة زائفة أمام الرأي العام المحلي والدولي وكأن الإنجازات مجرد سراب
لكن الحقيقة أقوى من الأكاذيب والتاريخ لا يُكتب بالتغريدات بل بما يُنجز على الأرض
الحرب لم تعد بالسلاح فقط
مصر واجهت عبر تاريخها الطويل كل أشكال المؤامرات من الحملات العسكرية إلى الغزو الثقافي إلى الضغوط الاقتصادية لكن أخطر ما تواجهه اليوم هو حرب الوعي والإدراك تلك التي تسعى لتشويه العقل الجمعي للمصريين وزعزعة الثقة بين المواطن والدولة
فلم تعد المعركة اليوم مع جيوش على الحدود بل مع إعلام موجه ومنصات ممولة تتحدث باسم الحرية بينما تمارس أبشع أشكال التضليل الفكري والسياسي
تلك المنصات التي تُصدر للعالم رواية مشوهة عن مصر وتُخفي عن عمد كل حقيقة لأنها تدرك أن مصر القوية تهدد مصالح من اعتادوا أن تبقى المنطقة في فوضى
مؤامرة التشويه صناعة منظمة
من يتابع المشهد الإعلامي العالمي يدرك أن هناك ماكينة متكاملة تعمل منذ سنوات على رسم صورة قاتمة عن الدولة المصرية
تبدأ من بعض وسائل الإعلام الغربية التي تتعامل بانتقائية شديدة تمر عبر صفحات مدفوعة الأجر على مواقع التواصل وتنتهي بأشخاص فقدوا انتماءهم الوطني يتحدثون من الخارج وكأنهم صوت الشعب بينما هم في الحقيقة أدوات تُستخدم لتشويه وعي هذا الشعب
تلك الحملة ليست صدفة ولا عشوائية بل هي استراتيجية إعلامية ممنهجة هدفها إسقاط النموذج المصري الناجح في إدارة الأزمات وبناء الدولة الحديثة
من الفوضى إلى الاستقرار
منذ عام 2014 بدأت الدولة المصرية مسارا مختلفا تماما
انتقلت من مرحلة الاضطراب إلى مرحلة إعادة بناء الدولة على أسس علمية واقتصادية متينة
في خلال أقل من عشر سنوات استطاعت مصر أن تُعيد هيكلة اقتصادها وتبني شبكة طرق تجاوزت 30 ألف كيلومتر وتُنشئ أكثر من 40 مدينة جديدة من بينها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والمنصورة الجديدة
كما تحولت إلى مركز إقليمي للطاقة عبر اكتشافات الغاز الطبيعي ومشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة إضافة إلى التوسع في مشروعات الأمن الغذائي والزراعة الحديثة مثل مشروع الدلتا الجديدة ومستقبل مصر الزراعي
هذه ليست وعودا بل أرقام وشواهد تُوثقها المؤسسات الدولية نفسها
المتحف المصري الكبير رسالة للعالم
حين تُقرر مصر أن تفتح أبواب التاريخ من جديد أمام العالم من خلال المتحف المصري الكبير فهي لا تقدم مجرد مشروع ثقافي بل تُرسل رسالة حضارية مفادها أن مصر التي علمت العالم التاريخ قادرة أن تكتب فصلا جديدا منه
هذا الصرح العملاق الذي يُعد الأكبر من نوعه في العالم ليس فقط معرضا للآثار بل هو مشروع هوية وطنية يربط الماضي بالحاضر ويجعل من الحضارة المصرية عنصر قوة ناعمة في وجه كل محاولات التشويه
القوة الناعمة في مواجهة الدعاية السوداء
منذ سنوات أدركت القيادة المصرية أن المعركة الحديثة ليست عسكرية فقط بل إعلامية وثقافية
لذلك تم الاستثمار في الإعلام الوطني والمشروعات الإنسانية ومبادرات الصحة والتعليم التي تهدف إلى بناء المواطن الواعي القادر على التمييز بين الحقيقة والزيف
مشروع مشتقات البلازما القومي مثال حي على ذلك مشروع إنساني ضخم يضع مصر في مقدمة الدول التي تسعى للاكتفاء الذاتي من الأدوية الحيوية ويجسد نموذج الدولة التي تحول العلم إلى عمل والإنسان إلى أولوية
تشويه الإنجازات محاولة يائسة
أعداء النجاح لا يتحملون أن يروا دولة عربية تحقق ما عجزت عنه دول كبرى في وقت قياسي
لذلك يسعون إلى تحقير الإنجازات وتسفيه النجاحات
حين تبني مصر مدنا ذكية يقولون إنها مشاريع ديكور وحين توسع شبكة الطرق يقولون تبذير وحين تُطلق مشروعا صحيا يقولون دعاية
لكنهم لا يخبرون الناس أن هذه المشاريع غيرت حياة الملايين من المواطنين وأن مصر أصبحت نموذجا للاستقرار والنمو في منطقة تمزقها الصراعات
دعم شعبي لا تهزه الأكاذيب
رغم كل محاولات التشكيك ما زال الشارع المصري منحازا لدولته
فالمواطن البسيط يرى بعينيه الفرق بين الأمس واليوم
طرق جديدة مدارس تُبنى مستشفيات تُطور ومشروعات تُفتتح في كل محافظة
هذا الوعي الشعبي هو أقوى رد على كل من يحاول تشويه الحقيقة
فالشعب الذي وقف خلف دولته في الحرب على الإرهاب قادر أن يحميها في معركة الوعي
مصر والدور الإقليمي المتجدد
لم تعد مصر مجرد دولة في الشرق الأوسط بل قطب إقليمي مؤثر يُعاد إليه التوازن في القضايا العربية والإفريقية
من دعمها الثابت للقضية الفلسطينية إلى دورها في حفظ أمن البحر الأحمر والبحر المتوسط إلى قيادتها لملفات التنمية في إفريقيا أصبحت مصر اليوم رقما صعبا في المعادلة الدولية
وهذا ما يُزعج بعض القوى التي اعتادت أن ترى المنطقة تحت الوصاية أو التبعية
من يتآمر على الوعي يخسر التاريخ
التاريخ لا يرحم وكل من شارك في حملات التضليل سيُذكر كمن خان الحقيقة قبل أن يخون وطنه
لأن من يُهاجم وطنه من الخارج مهما حاول التبرير يُشارك في إضعافه
الوعي الوطني اليوم هو خط الدفاع الأول والرهان الحقيقي هو على إدراك الشعب المصري الذي يعرف من يعمل لصالحه ومن يتاجر باسمه
مصر تبني والعالم يشهد
الأرقام تتحدث
أكثر من 15 ألف مشروع قومي تم تنفيذها خلال عقد واحد
زيادة غير مسبوقة في الناتج المحلي الإجمالي
طفرة في البنية التحتية والتعليم والطاقة والزراعة
تحسن في مؤشرات الأمن والاستقرار جعل مصر وجهة استثمار آمنة في منطقة تموج بالأزمات
هذه الحقائق وحدها كفيلة بإسكات كل الأصوات التي تتحدث عن الفشل أو الانهيار
رسالة للعالم
مصر لا تطلب شهادة من أحد لكنها تُصر على أن تُظهر الحقيقة كما هي
دولة تبني رغم الحصار الإعلامي وتنهض رغم المؤامرات وتؤمن أن الوعي الوطني هو الضمانة الوحيدة للاستقرار
من يتحدث عن الحرية وهو يهاجم بلده لا يعرف معناها الحقيقي
ومن يتحدث عن الديمقراطية وهو يصطف مع من يريد إسقاط دولة لا يدافع عن قيم بل عن مصالح
في النهاية
إن بناء دولة بحجم مصر ليس مهمة سهلة ولا رحلة قصيرة لكنها معركة بقاء وكرامة وهوية
ومهما حاولت الأبواق المأجورة أن تزرع الشك ستبقى الحقيقة واضحة كالشمس
مصر تُبنى رغم الخونة ومؤامرات تشويه الوعي الوطني
وما يُنجز اليوم على أرضها سيكتبه التاريخ غدا كأحد أعظم فصول النهوض الوطني في القرن الحادي والعشرين
مصر تُبنى رغم الخونة ومؤامرات تشويه الوعي الوطني


