الرئيسيةمقالاتمقال: مصطفى بكري… بين تقلب المواقف وحقيقة الخطاب
مقالات

مقال: مصطفى بكري… بين تقلب المواقف وحقيقة الخطاب

مقال: مصطفى بكري… بين تقلب المواقف وحقيقة الخطاب

مقال: مصطفى بكري… بين تقلب المواقف وحقيقة الخطاب

بقلم: محمود سعيد برغش

في المشهد السياسي المصري، يقف الإعلامي مصطفى بكري نموذجًا لخطابٍ يتبدّل بتبدّل الرياح، حتى أصبح عنوانًا على ازدواجية المواقف عبر العصور.

فما بين مدحٍ مبالغ فيه لمن يملك السلطة، وهجومٍ شديد على من يفقدها، يتساءل الجمهور:

هل هذا إعلام؟ أم وظيفة سياسية مرهونة بالمصلحة؟

● في عهد مبارك: كان من أبرز المُمجّدين للنظام، لكنه ما إن سقط حتى انقلب بالنقد والاتهامات.

● في فترة ما بعد الثورة: تحالف مع السلطة الجديدة، ثم تغيّر خطابه حين تغيّر المشهد.

● في الحكم الحالي: يقدم تمجيدًا غير محدود، ويبرر كل قرار باعتباره “حماية للدولة”.

هذا التلون أوصل علاء مبارك إلى أن يصرّح علنًا:

“مصطفى بكري لا يثبت على موقف… يتقلب دائمًا حسب مصلحته.”

بينما رد بكري باتهام علاء بأنه

“يحاول إثارة البلبلة وإعادة دولة مبارك.”

وضع الإسلام ميزانًا واضحًا للمواقف، لا مكان فيه للكذب والتلون.

قال تعالى:

> ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾

وقال النبي ﷺ:

> “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.”

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

“لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين.”

واتفق الفقهاء على أن تزييف الوعي العام، أو تبديل المواقف لإرضاء السلطة، هو من أبواب الخداع المحرم شرعًا.

الأزمة ليست في شخص مصطفى بكري وحده، بل في إعلام يصنع روايات حسب الطلب،

ويرتدي كل يوم وجهًا جديدًا،

حتى أصبح المشاهد البسيط يعرف تمامًا:

● من يبيع كلمته

● من يغيّر مبادئه

● من يمجّد السلطة طمعًا

● ومن يهاجم خصومها بحثًا عن مكسب

ولذلك كان هجوم علاء مبارك عليه قويًا، لأنه — مثل أغلب الناس — يرى تناقضًا لا يمكن تجاهله.

الحقيقة ثابتة لا تتغير، والسلطة تتغير.

والإعلامي الذي لا يثبت على مبدأ، يسقط مهما ارتفع صوته على الشاشات.

قال الله تعالى:

> ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ﴾

الإعلام الحقيقي كلمة حق…لا كلمة تُباع… ولا موقف يتغير حسب من يجلس على الكرسي.

مقال: مصطفى بكري… بين تقلب المواقف وحقيقة الخطاب

مقال: مصطفى بكري… بين تقلب المواقف وحقيقة الخطاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *