الرئيسيةمقالاتدولة التلاوة وبلد الأزهر الشريف… أرض السلام والنور
مقالات

دولة التلاوة وبلد الأزهر الشريف… أرض السلام والنور

دولة التلاوة وبلد الأزهر الشريف… أرض السلام والنور

دولة التلاوة وبلد الأزهر الشريف… أرض السلام والنور

 

بقلم محمد صالح العوضي

 

في زمنٍ تتعرض فيه القيم لاهتزازات متتالية، وتتراجع فيه الأخلاق والعادات والتقاليد التي شكّلت هوية المجتمع المصري لعقود طويلة، نشهد صراعًا صامتًا بين الأصالة والانجراف خلف أنماط دخيلة لا تمت لثقافتنا بصلة. فقد أصبح التأثر بالموضة الغربية، والسلوكيات الغريبة، والموجات السطحية، واقعًا يبتلع كثيرًا من شبابنا ويجرفهم بعيدًا عن ثوابتهم وجذورهم.

ولكن… وسط هذا المشهد المربك، يرسل الله آياته لتطمئن القلوب.

فإذا بنا نرى مشهدًا مختلفًا يولد من رحم التحديات: جيل من الأبناء يحملون كتاب الله، ويتلون آياته بأصوات تخرق الغفلة، وتوقظ الروح، وتعيد إلى القلوب ما غاب عنها من خشوع ونور.

إنها عودة دولة التلاوة… الدولة التي لا تُبنى بالحجارة، بل تُبنى على الصوت الخاشع، والروح الطاهرة، والإخلاص لله تعالى.

الأزهر… قلعة الهوية الروحية

من مصر — بلد الأزهر الشريف — أرض العلم والإيمان، منبع الحفظة والقُراء عبر التاريخ، تخرج هذه النماذج المضيئة.

فهذا الصرح العريق لم يكن مجرد مؤسسة علمية، بل كان — وما زال — مصنعًا للروح، ومأوى للهوية الوسطية التي تحمي الأمة من الانحراف والتطرف والانجراف.

ومع كل موجة تراجع أخلاقي، يثبت الأزهر الشريف أنه صمام أمان حقيقي، يجدد الخطاب الديني، ويرعى الشباب، ويُعيد إلى الأمة صوت القرآن الذي يُهذب النفوس ويقوّم السلوك.

أصوات تُشيّد مستقبلًا جديدًا

ما أجمل أن ترى طفلًا صغيرًا يعتلي منصة التلاوة، أو شابًا في مقتبل العمر يحفظ كتاب الله كاملًا، في وقت تتسابق فيه مغريات الدنيا على صرف جيله بعيدًا.

هؤلاء الحفظة لم يأتوا صدفة.

بل هم ثمرة بيوت ربّت، ومشايخ علّموا، ومجتمع آمن بأن القرآن ليس فقط منهجًا، بل تحصينًا وحماية وإعادة بناء للإنسان.

إن أصوات القرّاء الصغار — التي باتت تنتشر على وسائل التواصل — ليست مجرد مقاطع جميلة؛ إنها رسالة واضحة:

أن الخير ما زال في الأمة، وأن مستقبل الرحمة والوسطية يبدأ من أصوات نقيّة تخرج من قلوب صادقة.

عودة القيم ليست حلمًا… بل واقعًا

حين تتقدم دولة التلاوة، تتراجع كل مظاهر الانحراف.

فالقرآن يعيد للمجتمع توازنه، ويعيد للبيوت بركتها، وللأخلاق مكانتها، وللأمة وقارها.

ومصر — بتاريخها الأزلي مع التلاوة — قادرة على أن تُطلق من جديد مشروعًا يعيد تشكيل القيم، ويرفع مستوى الوعي الديني، ويحتضن المواهب القرآنية بين أبنائها.

ختامًا…

نحمد الله حمداً كثيراً أن وهبنا جيلًا يحمل كتابه، ويتلوه بخشوع، ويعيد لنا ملامح الزمن الجميل.

جيلٌ يبني أعمدة دولة التلاوة من جديد، ويثبت أن القرآن هو سفينة النجاة في بحر متلاطم من التحديات.

وما دامت أصوات القرآن تتردد في أرض الكنانة… فلن تخبو الروح، ولن تسقط القيم، ولن تُهزم هذه الأمة أبدًا.

دولة التلاوة وبلد الأزهر الشريف… أرض السلام والنور

دولة التلاوة وبلد الأزهر الشريف… أرض السلام والنور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *