الرئيسيةمقالاتالزوج الغامض.. حبّ يقيّد وإهمال يُرهق
مقالات

الزوج الغامض.. حبّ يقيّد وإهمال يُرهق

الزوج الغامض.. حبّ يقيّد وإهمال يُرهق

الزوج الغامض.. حبّ يقيّد وإهمال يُرهق

 

بقلم الكاتبة/ انتصار محمد صديق

 

في عالم الزواج، تتشابك المشاعر وتتعقّد العلاقات، فنجد الزوج الذي يحب زوجته بجنون، لكن هذا الحب قد يتحوّل أحيانًا إلى سجن من القيود، أو إلى إهمالٍ مُقنّع تحت ستار الحماية. هنا تبدأ الحيرة: كيف نميّز بين الحب الحقيقي والتصرفات المدمّرة؟ وكيف نتعامل مع زوجٍ يصرف على كل شيء… إلا زوجته؟

هذا النوع من الأزواج يُغرق زوجته بعاطفته، لكنه يغلّفها بشروطه الخاصة. يريدها له وحده، يراقب خطواتها، يختار لها الأصدقاء، ويقرّر ما ترتديه. جملة «أفعل هذا لأني أحبك» تتحوّل إلى ذريعة لتبرير القيود، بينما الحقيقة أن هذا السلوك غالبًا ما يكون تملكًا مقنّعًا لا علاقة له بالحب السوي. في كثير من الأحيان، يكون الدافع خوفًا دفينًا من الخيانة، أو شعورًا بالنقص، أو قناعة خاطئة بأن السيطرة دليل على العشق.

في مواجهة هذا النمط، يصبح الحوار الصريح ضرورة لا رفاهية. أن تتحدث الزوجة بوضوح عن شعورها بالاختناق، وأن تضع حدودًا تحمي كيانها الإنساني دون صدام، هو أول طريق العلاج. وعندما يفشل الحوار، يصبح اللجوء إلى مختص أسري خطوة ناضجة لا تُحسب ضعفًا، بل وعيًا. فالتحذير هنا واضح: إذا تحوّل التملك إلى تحكم أو شك مرضي، فسلامتكِ النفسية أولى من أي علاقة.

على الجانب الآخر، يظهر نمط لا يقل قسوة، وهو الزوج الذي يبدو كريمًا مع الجميع إلا زوجته. يصرف بسخاء على الأهل والأصدقاء والهوايات، لكنه عند احتياجات شريكة حياته يتحوّل إلى شديد الحساب. يرفض شراء أبسط المتطلبات، ويتهمها بالمبالغة، وكأن احتياجاتها ترف لا ضرورة.

أسباب هذا السلوك متعددة؛ منها الرغبة في السيطرة المالية، أو غياب التقدير الحقيقي لدور الزوجة، أو تربية قديمة رسّخت فكرة أن المرأة يجب أن تكتفي بالقليل. التعامل مع هذا النمط يتطلب وعيًا وهدوءًا، عبر فهم الأسباب، وتحديد الاحتياجات بوضوح، والمطالبة بالحقوق بثقة، مع اقتراح نظام مالي عادل يضمن التوازن داخل العلاقة.

هذا الزوج قد يُصنّف تحت مسميات مختلفة: متحكم، أو مُهمل عاطفيًا وماليًا، أو أناني لا يرى إلا احتياجاته. لكن أيًّا كان الاسم، فالحقيقة واحدة: الحب الحقيقي لا يُقيّد ولا يُهمل. الزوج المحب يحترم حرية شريكته، ويقدّرها ماديًا وعاطفيًا، ويفهم أن الزواج شراكة إنسانية لا علاقة ملكية.

لا تقبلي زواجًا يُرهقكِ. إن كان الحب يقيدك، أو الكرم يُمنح للجميع إلا لكِ، فتحدثي، وضعي حدودك، واطلبي الاحترام. وإن لم يكن التغيير ممكنًا، فقرار الرحيل أحيانًا يكون أرحم من الاستمرار في ألم الصمت.

الحب ليس أن تأخذ، بل أن تُعطي وتُشارك، والزواج ليس سجنًا، بل رحلة تُبنى مع من يحترمكِ ويقدّركِ.

باعتذار صريح، يبدو أن هذا السلوك بات شائعًا، ولذلك تسكن المشكلات كثيرًا من البيوت، وفي النهاية يُقال: هي لا تستحق العِشرة معي!

الزوج الغامض.. حبّ يقيّد وإهمال يُرهق

الزوج الغامض.. حبّ يقيّد وإهمال يُرهق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *