لا يحل لك النساء من بعد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إن من فضائل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين هو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خيرهن بينه وبين متاع الدنيا فإخترنه، فقصره الله عليهن مجازاة لهن، وبعد أن نزلت آيات التخيير، كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أزواجه رضي الله عنهن، التخيير، فإخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فكرمهن الله، بمنع الرسول صلى الله عليه وسلم من الزواج عليهن، أو تطليق أيّا منهن، حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة الأحزاب.
” لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله علي كل شيء رقيبا ” فقد ذكر غير واحد من العلماء مثل ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد وابن جرير، وغيرهم أن هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضا عنهن، على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة، لما خيرهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما إخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جزاؤهن أن الله قصره عليهن، وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن، أو يستبدل بهن أزواجا غيرهن، ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري، فلا حجر عليه فيهن” ومن العلماء من قال “إنها منسوخة بالسنة، نسخها حديث عطاء.
حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها ” ما مات رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي أحل له النساء ” وقالت السيدة عائشة وأبي بن كعب ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبيح له النساء، وهما بذلك أعرف، ولأن علة الحظر الضيق والشدة، فإذا زالت زال موجبها، وقد فتح الله تعالى على رسوله حتى وسع على نسائه، وأجرى لكل واحد منهن ثمانين صاعا من تمر وأربعين صاعا من شعير سوى الهدايا والألطاف، وأما الإستدلال بالآية فمنسوخة، وأما الجزاء وهو مشروط بحال الضيق والشدة، وأما الطلاق فالفرق بينه وبين التزويج عليهن أن في طلاقهن قطعا لعصمتهن، ويخرجن به أن يكون من أزواجه في الآخرة، وليس في التزويج عليهن قطع لعصمتهن فافترقا، والله أعلم” ونتيجة لحسن هذا الاختيار إكرام الله أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم وجازاهن.
إذ إخترن الله ورسوله والدار الآخرة، ولم يرضين بمتاع الحياة الدنيا وزينتها، خاطبه الله سبحانه وتعالى بأنه لا يحل له النساء، من بعد هذا الإختيار، فلا يزيد عليهن ولا يبدل أزواجه بغيرهن، وإن من زوجات النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم هي السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأمها هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وكانت حفصة من المهاجرات وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بن قيس بن عدي السهمي، فلما تأيّمت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أكثرهم في سنة ثلاث من الهجرة.
لا يحل لك النساء من بعد