الدكروري يكتب عن أخبروا أولادكم علي الله
الدكروري يكتب عن أخبروا أولادكم علي الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من الخطوات العملية التي توضح لابنك نعم الله تعالي عليه أن تطلب منه أن يغمض عينيه وأن يسير في الغرفة أو في البيت قليلا ثم قل له ما رأيك في نعمة البصر؟ فسيقول لك بلا تردد بالتأكيد هي نعمة عظيمة فقل له إن الله هو الذي أعطانا إياها فيجب علينا أن نشكر الله عز وجل وأن نحمده سبحانه وتعالي علي هذه النعمة وأن نحبه ونعظمه وهكذا مع نعمة السمع ونعمة القدرة على المشي إلى آخر تلك النعم، وإذا اشتريت لابنك لعبة أو حلوى فقل له يا بني إن الله هو الذي أكرمني بالمال الذي اشتريت لك به ذلك فينبغي أن نحبه، استغل فترات الجلوس على السفرة لتناول الطعام لتذكر زوجتك وأولادك بالنعم التي يعيشون فيها من وجود الطعام الجيد أصنافا وأنواعا وبنعمة الماء البارد والسكن المريح.
والأمن والأمان وغيرها وان هناك الكثير لا يجدون مثل هذه النعم وأن هذه النعم من الله أكرمنا بها فيجب أن نحمده وأن نشكره وأن نحبه ونعظمة، ومن كان من أولادكم يستطيع القراءة فحثوه على قراءة الكتب النافعة مثل كتب التفسير القيمة لمعاني القرآن، ومثل كتب الحديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل كتب التاريخ الصحيحة البعيدة عن الأهواء، خصوصا تاريخ صدر الإسلام لأن قراءة تاريخ ذلك العصر يزيد القارئ علما بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومحبة لهم، وفقها في الدين وأسرار أحكامه وتشريعاته، وحذورهم من قراءة الكتب الضارة التي تخل بعقيدة الإنسان أو عباداته أو أخلاقه، ومن قراءة الصحف والمجلات الضالة التي تتضمن الشك والتشكيك.
وإثارة الفتن أو تبحث في أمر من أمور الدين على وجه الخطأ، وإن هناك مقاييس كثيرة هي التي يتزوج الناس على أساسها في زماننا هذا فيختارون الغنية، ويبحثون عن عائلة كبيرة عريقة يتزوجون منها، ويشترطونها ابنة ذي سلطان ومنصب، ويفضلونها موظفة ذات دخل شهري، وحبذا لو كانت لطيفة جذابة منمقة الحديث خفيفة الظل، وفوق هذا كله أن تكون جميلة ملفتة للأنظار أخاذة للألباب، إلى غيرها من صفات كثيرة تطلب في الزوجة في هذا الزمان، ولو كانت هذه المقاييس في مجتمع بوذي أو يهودي أو مشرك لما تعجبنا فإن من ضل عن ربه وخالقه ليس بعجيب أن يضل في أمر دنياه، ولكن العجب كله والغرابة كلها أن تكون مقاييس اختيار الزوجة هذه سائدة ورائجة.
في مجتمعاتنا الإسلامية التي تمتلك بين يديها القرآن والسنة كيف كيف وديننا قد جعل لنا الأسس والضوابط في اختيار الزوجة، وأخبرنا أن من اختار على غير أساسها خاسر ضال سيعود بالندم، فعن عبد الله بن عمرو، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل” رواه ابن ماجه، وإن قلت لي هذا الحديث ضعيف أجبتك ألا تدري أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على من تزوج امرأة لغير دينها، والحديث هذه المرة في الصحيحين وهو مشهور محفوظ، يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.
“تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك” متفق عليه أي إن لم تفعل، أما سألت نفسك يوما ما معنى “تربت يداك” في هذا الحديث وغيره فلندع ابن حجر العسقلاني يجيبك فيقول “قوله تربت يداك أي افتقرت فامتلأت ترابا، وقيل المراد ضعف عقلك بجهلك بهذا، وقيل افتقرت من العلم” والمعنى تزوج ذات الدين واختر ذات الدين فإن لم تفعل فتربت يداك، وإن لم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم نفس الدعاء لأنها كلمة دارجة على ألسنة العرب، فقد قصد النبي صلى الله عليه وسلم الحث والحض الشديدين على تزوج ذات الدين.