مراة ومنوعات

الدكروري يكتب عن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، هو أن العلماء نصوا على أن من ضرب جاريته وهي ترعى غنما له فأكل الذئب واحدة منها أن كفارة ضربه لها هو عتقها، والدليل على ذلك ما رواه معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال “كانت لي جارية ترعى غنما لي في قبل أحد والجوانية، فاطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك عليّ، قلت يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال ائتني بها، فأتيته بها، فقال لها أين الله؟ قالت في السماء، قال من أنا؟ قالت أنت رسول الله، قال أعتقها فإنها مؤمنة” فجعل النبي صلى الله عليه وسلم تكفير ضرب معاوية بن الحكم ت لجاريته أن يعتقها تكفيرا منه عما بدر منه من ضربها.

فهل هناك دين يحترم المرأة ويقدر الكرامة كدين الإسلام الذي جعله الله رحمة للعالمين؟ وأيضا فإن التكريم المطلوب ومن الأمور العظيمه للمرأة هو الكلام العذب من زوجها، وهذا أمر جوهري ومهم ، خصوصا أن الكلام بدون مقابل، فبإمكان الإنسان أن يتكلم بما يريد وكيفما يريد دون أن يدفع مقابل ذلك أي شيء، لكن لا يتكلم إلا بخير أما بغير ذلك فالسكوت من ذهب، والصمت خير له، فلا يمنع أن يطلق الزوجان الكلمات العذبة، والكلمات الجميلة، ولا يعاب الزوجان إذا تغزل أحدهما بالآخر من أجل المودة والمحبة، بل ذلك مطلوب منهما على حد سواء، فإذا رأى الزوج من زوجته أمرا حسنا مدحها على ذلك وأطلق من الكلمات الرقيقة الجميلة الجذابة، وإذا وجدها شاكية بين لها أشد العطف والشفقة والمحبة والوقوف معها.

وألان لها الكلام، وعرض عليها أن يعرضها على الطبيبة، ويساعدها على القيام والنهوض، و يقدم لها كل ما كانت تفعله هي معه حال مرضه وحزنه، هكذا هي الحياة تعاون وتكامل وتعاطف وتراحم ومودة ومحبة، وهكذا فإن الكلام بلا مقابل، ولا يحتاج معه الإنسان إلى تعب أو كد، ولا يحتاج معه إلى قيام أو نهوض، بل كلمات تخرج من الفم قد تحصل بها منافع عظيمة، وألفة ومودة، وزيادة في صفاء النفوس، فأطلقوا ألسنتكم بأعذب الكلام وأجمله، هكذا تسير سفينة الحياة، ولكن وجد من الناس من هو غليظ جاف لا يعرف من الكلام إلا أعنفه وأقبحه، فلا تراه يتكلم إلا بأحجار كلامية، يقبح ويشتم في كل صغيرة وكبيرة بل وحتى بدون سبب، لأنه جبل على ذلك والعياذ بالله.

وكذلك من النساء من تراها دائمة التعكير على زوجها بكلامها النابي وطلباتها الكثيرة، فلا تعرف المجاملة، ولا تعرف الملاطفة، بل لا تنتقي إلا أسوأ الكلام، فكأنها ترمي بشرر كالقصر، ترمي به أينما وقع وكيفما وقع، فذلك غير مهم لديها، وهذا من سوء تقدير الزوجين لبعضهما البعض، وهذا واقع كثير من الناس اليوم حتى كثر الطلاق بسببه وعمت به البلوى، وطفح به كيل الأولاد، فالوصية مبذولة لكما أيها الزوجان الحبيبان أن تكون المحبة المودة هي السمة الرائدة بينكما، فقد افتتحتما حياتكما بكلمة الله، فلتكن هذه الكلمة دائمة بينكما ما بقيتما على وجه البسيطة، فقوما بحل مشاكل الحياة بالتي هي أحسن دونما تدخل قريب أو بعيد فالمشاهد اليوم هو تطبيق قوله تعالى كما جاء في سورة الأنعام.

” وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون” فالغالب على كثير من الناس زيادة المشاكل لا تقليلها، فاحذرا من أولئكم الأشرار، فإنه لا مشكلة إلا ولها حل، فهناك أهل العلم وأهل الفتوى المتخصصون في حل المشاكل الزوجية، فيمكن الرجوع لهم في مثل ذلك، وقبل ذلك وبعده الرجوع إلى الخالق العظيم عز وجل، فهو أعلم بما يصلح أمركما توجها إليه برغبة صادقة ودعاء مخلص فهو الكفيل ونعما هو أن يديم عليكما نعمة المودة والسعادة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار