محاربة الكفر والضلال
محاربة الكفر والضلال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن هناك أشياء كثيرة يتفق المؤمنون من أهل السنة والجماعة على أنها منكرات وأخطاء وضلالات، بل إن منها ما يتفقون على أنه كفر بالله العظيم، فلماذا لا يكون هناك تعاون في محاربة هذه الأشياء التي يتفق الجميع على أنها كفر أو باطل أو حرام؟ وهذا أيضا بطبيعة الحال لا يعنى أننا نحرم أو نمنع الكلام في الأمور الفرعية كما يفعله البعض، كلا، لا مانع أن يتحدث الإنسان فى قضية فرعية أو جزئية، أو فى سنة من السنن أو في مسألة خلافية ويبين الراجح ويبين المرجوح، بالأدلة، كل هذا لا مانع منه، لكن الشيء الذي أقصده ألا يتحول هذا الأمر إلى سبب يوجد عدم التعاون بين المؤمنين في أمور يتفق الجميع على أنها يجب أن تقاوم وتحارب.
وبعض الدعاة يقولون يجب أن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ونتعاون فيما اتفقنا عليه، وأقول هذه الكلمة تحتاج إلى إيضاح، فلا يجب قبولها أو ردها دون أن تحدد، ففى الأشياء التي يختلف فيها المسلمون إن كانت من قضايا العقيدة أو من قضايا الأحكام التي الأدلة فيها واضحة، وقال فيها إنسان رأيا بدون اجتهاد فلا يعذر في ذلك، فإذا أخطأ شخص في قضية عقدية لا نعذره في هذا الخطأ، أو إنسان أخطأ في قضية ولو من غير قضايا العقيدة، لكنه أخطأ بناء على أنه تكلم في أمور بدون اجتهاد في أمور هو ليس أهلا لها هذا الإنسان أيضا لا يعذر في هذا الخطأ، لكن إذا اجتهد وهو أهل للاجتهاد في هذه المسالة فأصاب فله أجران.
وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، وكذلك التعاون فيما اتفق عليه، هذه القاعدة صحيحة داخل إطار أهل السنة والجماعة، أما مع الطوائف الضالة والطوائف المنحرفة التي غيّرت وبدلت، فإن المسلم يعرف أنه لا بد من وضوح الراية وتميز المنهج، وليس من المعقول أن نقول يجب أن نتفق أو نتعاون مثلا مع الرافضة فيما اتفقنا معهم فيه، كحرب الشيوعية، هذا غير صحيح لأنه يمكن أن يأتي إنسان ويقول لماذا لا تتعاون مع النصارى في حرب الشيوعية أيضا؟ وهذا غير صحيح، فلا بد من وضوح الراية، ومن المهم جدا أن يكون الناس عندهم تمييز بين الحق والباطل بحيث أنه لا يوجد التباس عندهم بين راية الحق وراية الباطل.
فداخل إطار أهل السنة والجماعة يمكن أن يتعاون الجميع فيما اتفقوا عليه، فالقضية الأولى هي قضية الولاية التي يتناصر بها أعداء الرسل وهي توجب للمؤمنين أن يتناصروا فيما بينهم بحبل الله ودين الله الذى يربط بعضهم ببعض، وأن الملاحظة الثانية وهى قضية التلبيس التي يحدثها أعداء الرسل، لاحظ قول الله عز وجل كما جاء فى سورة الأنعام ” شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا” إذن هناك مؤامرة عالمية ليست جديدة كما نتصور، صحيح أنها قد تطورت الآن وأخذت شكلا جديدا، وأسلوبا جديدا، وبعد جديداً، لكنها قديمة، وهي الحرب الإعلامية ضد الإسلام، وحملة الإسلام.
وحملة السنة، والتي تشوه الحق وتلبسه لبوس الباطل، وتلبس الباطل لبوس الحق بتزين الألفاظ وزخرفة العبار وزخرفة القول، ولذلك يقول القائل في زخرف القول تزيين لباطله والحق قد يعتريه سوء تعبير، تقول هذا مجاج النحل تمدحه وإن تشأ قلت ذاقيء الزنابير، مدحا وذما وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبير، فالمعنى الواحد قد يعبر عنه الإنسان بلفظ واحد، أو لفظين، أو عبارتين بينهما بون شاسع.