
اني امرأة تزوجها رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي خلق خلقه أطوارا وصرفهم كيف شاء عزة واقتدارا، وأرسل الرسل إلى الناس إعذارا منه وإنذارا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة قامت بها الأرض والسموات، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة ولأجلها جردت سيوف الجهاد وبها أمر الله سبحانه جميع العباد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعالمين، أرسله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأمده بملائكته المقربين وأيده بنصره وبالمؤمنين، وأنزل عليه كتابه المبين، أفضل من صلى وصام وتعبد لربه وقام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام أما بعد إن أزواج المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين سواء من ماتت وهو صلى الله عليه وسلم علي قيد الحياة وسواء من مات عنها وهي تحته.
وذلك في تحريم نكاحهن ووجوب إحترامهن وطاعتهن، لا في النظر والخلوة، ولا يقال بناتهن أخوات المؤمنين، ولا آباؤهن وأمهاتهن أجداد وجدات المؤمنين، ولا إخوتهن وأخواتهن أخوال المؤمنين وخالاتهم” وقد اختلف ثلاثة من الصحابة في مسألة التخيير، عمر وعلي، وزيد بن ثابت، وعن زاذان قال كنا عند علي أبي طالب رضي الله عنه فذكر الخيار، قال كان عمر رضي الله عنه يقول إن اختارت زوجها فليس بشيء، وإن إختارت نفسها فواحدة وهو أحق بها” ولعل من المناسب القول إن الله تعالى أنزل آيات التخيير في شان أمهات المؤمنين وخيرهن بين الحياة مع الرسول صلى الله عليه وسلم مع الفقر وقلة النفقة، ولهن على ذلك إكتساب شرف قربه صلى الله عليه وسلم، وجزيل الثواب وحسن المآب من الله تعالى في الدنيا والآخرة، وبين بحبوحة ورغد العيش.
ووفرة المال، وترف الحياة بدون الرسول صلى الله عليه وسلم، فاخترن رضا الله وصحبة نبيه، فجمع الله لهن بين خيري الدنيا الآخرة، وفي التخيير ما يدل على حسن عشرته صلى الله عليه وسلم وسعة فقه، ودقة فهم وحصافة عقل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وإن من أمهات المؤمنين هي السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها وهي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد وُدّ، بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وأمها هي الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وقد تزوجها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها قبل العقد على السيدة عائشة، فكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنهن.
ومن خواصها رضي الله عنها أن سودة بنت زمعة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أود أن أُحشر في زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد ما تريد النساء، وأنها آثرت بيومها حبّ النبي صلى الله عليه وسلم تقربا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له، وإيثارا لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها، وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وقد توفيت السيدة سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب رضي الله وقيل توفيت سنة أربع وخمسين من الهجرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
ني امرأة تزوجها رسول الله