المقالات

الدكروري يكتب عن

حكام مصر في التوراة والقرآن

الدكروري يكتب عن حكام مصر في التوراة والقرآن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن حكام مصر في التوراة والقرآن

لقد كانت امرأة العزيز لا تنجب وذلك بسبب عقم زوجها، ولما كان يوسف يتمتع بجمال باهر وحسن في الخلق والخلقة، فتنت به وأحبته حبا شديدا، وأخذت تتقرب منه وتبدي له حبها، إلا أن يوسف عليه السلام كان دائما يعرض عنها امتثالا لأوامر الله و خوفا من عصيانه، ولقد ذكر القرآن الكريم حكام مصر الأقدمين وفرق بينهم لما يذكر حكام مصر في عصر موسى عليه السلام، لا يذكره إلا بصيغة فرعون، وذلك في أكثر من ستين آية كريمة، وأما عند ذكر حكام مصر في عصر نبي الله يوسف عليه السلام فلا يذكره إلا بلفظ الملك، وإنه لم تفرق التوراة إطلاقا بين حكام مصر في عصر نبي الله موسى وبين حكام مصر في عصر نبي الله يوسف عليهم السلام فكانت تذكرهم بلفظ الفرعون. 

 

دون التفريق بينهم، وقد جاء في التوراة ” ثم قال الرب لموسى، بكر في الصباح وقف أمام فرعون وقل له هكذا يقول الرب إله العبرانيين، أطلق شعبي ليعبدوني لأني أرسل جميع ضرباتي إلى قلبك وعلى عبيدك وشعبك لكي تعرف أنه ليس مثلي في كل الأرض” وأما لما تحدث عن حاكم مصر في عهد نبى الله يوسف عليه السلام في إصحاح تكوين واحد واربعين قال ” فحسن الكلام في عيني فرعون وفي عيون جميع عبيده، فقال فرعون لعبيده وهل نجد مثل هذا، رجلا فيه روح الله، ثم قال فرعون ليوسف بعد ما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك، أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبل جميع شعبي” وإن من المتفق عليه أن نزول نبى الله يوسف عليه السلام إلى مصر. 

 

وحكمه كان قبل بعثة نبى الله موسى عليه السلام بفترة طويلة، فالمصريين لم يقولوا لن يبعث الله تعالى من بعده رسولا إلا بسبب الفترة الطويلة التي جاءت بعده ولم يرسل فيها الله نبيا وهذا بعكس أنبياء بني إسرائيل الذين كان الله سبحانه يرسلهم على فترات متقاربة وبما أن بعثة نبى الله موسى عليه السلام كانت في زمن فرعون مصر وهو رمسيس الثاني، كمان تبين ذلك فلا شك أن يوسف عليه السلام كان في مصر قبل عصر الأسرة الثامنة عشرة، أي الفترة التي كان يطلق على حكام مصر لقب الملك بغض النظر إن كان الحكام مصريين أم من الهكسوس فالكل كان يطلق لفظ ملك على الحاكم، وقد تم اكتشاف حجر يعود إلى الأسرة الثالثة وتحديا إلى عصر الملك دوسر حيث كتب عليه الملك زوسر. 

 

يطلب من الآلهة رفع المجاعة التي ضربت مصر والتي استمرت لسبع سنوات، وإن الأرجح أن يكون نبى الله يوسف عليه السلام قد حكم مصر في عهد الملك زوسر أو دوسر في عصر الأسرة الثالثة لأنه جرى توثيق لهذه المجاعة على أنها استمرت لسبع سنوات كما انه تمت الإشارة إلى حاكم مصر على أنه الملك وليس الفرعون وهذا أيضا موافق للقرآن الكريم، ولقد فرق القرآن الكريم بين عصريين مهمين في التاريخ المصري وهو عصر ما قبل الفراعنة أي ما قبل الأسرة الثامنة عشرة، الذين كانوا يطلقون لقب الملك على حكامهم وعصر ما بعد الفراعنة الذين كانوا يطلقون لقب الفرعون على حكامهم وذلك ابتداء من الأسرة الثامنة عشرة بعكس التوراة التي لم تفرق بين العصرين أو اللقبين. 

الدكروري يكتب عن حكام مصر في التوراة والقرآن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار