فن التعامل مع الآخرين
كتب دكتور : فوزي الحبال
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” سورة الحجرات الآية 13.
لقد خلق الله جميع الناس متماثلون في الطبيعة،لكنهم يختلفون في العادات التي اكتسبوها،جعل لكل منا شخصية بحيث يكون التفاعل بيننا مختلفًا.
الذكاء الاجتماعي هو قدرة الشخص على فهم بيئته تماما،والتصرف بشكل ملائم لسلوك ناجح اجتماعيا،
يعرف الذكاء الاجتماعي أيضًا باسم الذكاء بين الأشخاص لأنه يتضمن دراسة قدرة الفرد على ملاحظة الفروق بينه وبين الأشخاص الآخرين.
بدون الذكاء الاجتماعي يتعب الإنسان غاية التعب، ويفقد ثقته في نفسه وفي الناس الذكاء الاجتماعي يتطلب العمل والصبر والمجاملة.
أظهر احترامك للطرف الآخر دائماً،لا تستخف بالآخرين أبداً عند التحدث إليهم ،و تحدث إلى الآخرين بالطريقة التي تحب أن يتحدثوا بها إليك،تيقظ لما تريد أن تحققه من وراء الحوار،هل هو مجرد حديث ودي لمعرفة الوقائع المثيرة و أخبار الآخرين ، أم للتأكيد على سيارتك سيتم إصلاحها،أم نقاش صادق لأهداف العمل
و أهدافك و أدائك في المستقبل .
لاستخدم اللغة المناسبة في الموقف المناسب،ينبغي أن يكون حديثك ودياً و غير متكلف،عندما تقوم بالتفاعل مع مجموعة ما، فإن معرفة قواعدها الاجتماعية وعاداتها وخصوصياتها هي مهارة أساسية للأشخاص الأذكياء اجتماعيًا،وهذا بالتالي يسهل عليك التفاعل مع أفراد آخرين ينتمون إلى مختلف الأعمار والبلدان والأديان والهويات الثقافية المختلفة.
من الطبيعي أننا لا نحب كل الأشخاص الذين نتعامل معهم ، ولكن هناك ما يعرف بفن التعامل مع الناس، وهذا الفن هو أن الشخص الواحد لا يترك انطباعًا سيئًا عند الآخرين.
التعامل مع الناس يحتاج إلى ما يعرف بالذكاء الاجتماعي ، والذي من المرجح أن يتغير في العلاقات مع الناس حسب اتجاهاتهم وآرائهم المختلفة ، ويعتبر مفتاح النجاح لكثير،من الأشخاص حيث يتسبب في نجاح كبير في حياتهم ويزيد من حب الناس بالنسبة لهم.
إن الأشخاص الذين يتمتعون بقدر عالٍ من الذكاء الاجتماعي يتسمون باستعدادهم للتكيف بسهولة مع جميع الناس في مختلف المواقف .
لا يهم إذا كان الحوار يجري لبعض الوقت مع شخص خلف ماكينة الحساب في احد المتاجرأو نقاش عن أعطال سيارتك مع فني السيارات ،أو لتقييم حالة معينة مع رئيسك في العمل – فإن مبادىء الحوارات التي تتسم ب الذكاء الاجتماعي لا تختلف .
و لا سيما الجديرة بأن تُذكر ، بأية طريقة ، وسوف
يساعدك التخطيط المسبق لكلامك باستخدام العقل على تهدئة أعصابك ، كما سيمكنك من الاسترخاء وجعل حديثك متسماً بالتألق ، و الظرف ، و الذكاء الاجتماعي ،
ليس من المستغرب أن الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية جيدة لديهم المزيد من الأصدقاء، ويكونون المزيد من العلاقات، ويعرفون كيفية رعاية هذه العلاقات و هذا بالطبع يقودهم إلى الحصول على وظائف ناجحة وحياة أكثر سعادة بشكل عام.
نحن نعيش في مجتمع ونتواصل مع أشخاص لديهم أفكار وشخصيات مختلفة كل يوم،فعندما نقوم بمقابلة هؤلاء الأشخاص ذوي الخصائص الاجتماعية والنفسية المختلفة، فإننا نختبر السعادة والحزن وسوء الفهم والاتفاقات والمشاجرات وغيرها من المشاعر المختلفة،فإذا كنا لا نعرف كيفية التعامل مع هذه المشاعر، فسوف نميل بالتالي إلى تجنب هؤلاء الأشخاص الذين يجعلوننا نشعر بعدم الارتياح ، وهذا بدوره سيجعلنا نبدو غير ودودين مع هؤلاء الناس الذين يمكن أن يكون الكثير منهم أشخاصًا
ذو أهمية في حياتنا.
الذكاء الاجتماعي ضروري لإطلاق مهارات التواصل الفعال والحوار والعمل الجماعي و لخلق بيئة عمل مثاليةومنتجة .
وعندما تقوم بالتفاعل مع مجموعة ما، فإن معرفة قواعدها الاجتماعية وعاداتها وخصوصياتها هي مهارة أساسية للأشخاص الأذكياء اجتماعيًا؛ وهذا بالتالي يسهل عليك التفاعل مع أفراد آخرين ينتمون إلى مختلف الأعمار والبلدان والأديان والهويات الثقافية المختلفة.