الأميرة الضائعة.
الأميرة الضائعة.
بقلم عبدالحميد أحمد حمودة
الأميرة الضائعة.
كان في وقت مضى، مملكة قوية مكونة من عدة ملوك وأميرة عنيدة. كانت كل المماليك ذات الملوك الأقوياء تخافهم وترهبهم، لأن أرواحهم وقلوبهم كانت طاهرة وصافية. كان من بينهم أيضا، أميرة تدعى الأميرة الغالية. أصبحت تمتلك بساتين مزينة بمختلف الزهور الملونة، تجري بها مياه وعيون ساحرة، بعد أن كانت خادمة من العبيد. تمشي بين أشجار باسقة وهي تنظر إلى أثر قدميها الحافيتين بدلال. لقد أحبوها، وقربوها منهم وأصبحت غالية عندهم، بعد أن كانت ضائعة في عالمهم. أكرموها وبقيت في مرتبة عالية عندهم. مع مرور الوقت منحوها لقب أميرة وهذا سيخول لها فرصة الارتقاء، إلى درجة ملكة بين الملوك الذين لا يتحدثون إلا بالحق، الحكمة والخير للحفاظ على النعمة. في ظلام الليل، غوتها نفسها وطمعت في أن تكون هي الحاكمة على الجميع. تذكرت ما قيل لها في الغابة، “زهرة تتألق كالنجم، من يمتلكها يصبح حاكما على الجميع”. هذا ما أرادته نفسها الخبيثة. خرجت إلى الغابة بحثا عن تلك الزهرة، لكنها وقعت في الفتنة من جراء غرورها، وتلوثت روحها بأشياء زائلة. انطفأ نورها، وعادت راكضة، عارية، محاطة بالأشواك والذل، لأنها تمردت على الخير ونسيت أنها فانية. فتاة تائهة ترى مقعدها بينهم ولكن لا تستطيع الوصول إليه، لتسترجع مكانتها فتعود كما كانت غالية. أصبحت أميرة ضائعة، لا تمتلك من لقبها إلا التسمية فقط. قلبها أصبح مليئا بالجشع والطمع فيما هو ليس من حقها. لم يعد لها مكان بين القلوب الطاهرة، فضرب بينها وبينهم باسوار عالية، تحجب الحق عن الباطل. ندمت على فعلتها، لكن هل تستطيع أن تطهر روحها وقلبها حتى تصبح صافية لترجع مرة أخرى أميرة نقية، أميرة غالية عالية؟.