نجد وذات الرقاع في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
تحرير: محمد رأفت
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة أنه في القرن السابع عشر الميلادي كانت القبائل المنتشرة في نجد قبائل بني لام وسبيع والسهول وعنزة وعائذ، وفي فترة ما من القرن السابع عشر الميلادي ارتحلت قبائل الدواسر من بادية اليمن في مأرب لعقيق بني عقيل وسمي الوادي باسمهم بعد ذلك وادي الدواسر، وسرعان مالفتوا أنظار الإمارات المحلية الصغيرة لإن الدواسر كانوا يكثرون غزو القبائل البدوية قرب الإحساء، ويعتدون على القوافل وتحالفوا مع قبيلة قحطان لاحقا ولم تنجح أي من القبائل أو الإمارات من الوصول لمناطقهم وأجبروا آل صباح وآل خليفة على ترك نجد والهجرة إلى سواحل الخليج العربي، ثم ارتحلت أعداد كبيرة من قبائل عتيبة وقبيلة قحطان وحرب ومطير.
وسبيع والدواسر وبني رشيد لأجزاء من نجد وأستقرت بها، وهكذا كان وضع نجد حتى القرن الثامن عشر، وهى إمارات حضرية صغيرة وقبائل بدوية كبيرة متحاربة لم يكن الدين أول اهتماماتها، بل كانوا يحالفون أي إمارة مهما كان مذهبها لإبقاء إستقلاليتهم، وأيضا يسمون غزوة نجد، بغزوة ذات الرقاع، وغزوة ذات الرقاع هي غزوة قام بها النبي صلى الله عليه وسلم، في السنة الرابعة للهجرة ضد بني ثعلبة، وبني محارب من غطفان بعد أن بلغه انهم يعدون العدة لغزو المدينة فخرج إليهم في أربعمائة من المسلمين، وقيل في سبعمائة، واستخلف على المدينة أبو ذر الغفاري، وإن عامة أهل المغازي يذكرون هذه الغزوة في السنة الرابعة من الهجرة، ولكن حضور أبي موسي الأشعري.
وأبي هريرة رضي الله عنهما في هذه الغزوة يدل على وقوعها بعد غزوة خيبر، والأغلب أنها وقعت في شهر ربيع الأول فى السنة السابعة من الهجرة، وقد دخل النبى صلى الله عليه وسلم، بجيشه من المدينة ، واتضحت منذ البداية الصعوبات التي تنتظرهم، فهناك نقص شديد في عدد الرواحل، حتى إن الستة والسبعة من الرجال كانوا يتوالون على ركوب البعير، ومما زاد الأمر سوءا، هو وعورة الأرض وكثرة أحجارها الحادة، التي أثرت على أقدامهم حتى تمزقت خفافهم، وسقطت أظفارهم، فقاموا بلف الخرق والجلود على الأرجل، ومن هنا جاءت تسمية هذه الغزوة بهذا الاسم، ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال ” وكنا نلفّ على أرجلنا الخرق.
فسُمِيت غزوة ذات الرقاع ” و قال ابن هشام “وإنما قيل لها غزوة ذات الرقاع ، لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال أن ذات الرقاع، هى شجرة بذلك الموضع يقال لها ذات الرقاع ” وقد سار النبي صلى الله عليه وسلم، متوغلا في بلادهم حتى وصل إلى موضع يقال له نخل، ولقي جمعا من غطفان، إلا أنه صلى بالصحابة صلاة الخوف لأول مرة في الإسلام، فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال”خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرقاع من نخل، فلقي جمعا من غطفان، فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضا، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي الخوف” رواه البخاري، فلما علمت قبائل غطفان بقدوم المسلمين هربت، فلم يقع قتال، وعاد المسلمون منتصرين.