المقالات

الدكروري يكتب عن الثقفي يتفاوض مع النبي

الدكروري يكتب عن الثقفي يتفاوض مع النبي

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن الثقفي يتفاوض مع النبي

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي عروة بن مسعود الثقفي، وذكر أنه كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم والنبي قد أهلوا بالعمرة فصدتهم قريش عن البيت، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لبديل بن ورقاء لما ذهب إليه للتفاوض “إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت فإن شاءوا ماددتهم مدة وإلا فوالله لأقاتلنهم على أمري حتى تنفرد سالفتى” يعنى أنا إذا دخلت في حرب، أنا لا أتهاون ولن أتردد أبدا في أن أدخل في حرب، إنما إذا أرادوا الهدنة ماددتهم مدة أخرى، وهذا الكلام لم يعجب قريشا وظلت المسائل في شد وجذب فلما رأى عروة بن مسعود الثقفي هذا الشد والجذب قال فدعوني آته ربما يكون هناك أمور أخرى في المفاوضات. 

 

فيقول قولا آخر بخلاف ما قاله لبديل بن ورقاء، ثم إن عروة بن مسعود قال قولا ليؤكد أمانته في رفع التقرير، قال ألستم مني بمنزلة الوالد؟ وعادة لا يخدع الولد والده، قالوا بلى، قال ألست منكم بمنزلة الولد؟ يعني أنتم مني بمنزلة الوالد وأنا منكم بمنزلة الولد، يعني مسألة الخيانة في رفع التقرير هذه مسألة غير واردة، قالوا بلى، قال دعوني آته، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له نحوا من قوله لبديل بن ورقاء، فجاءه عروة بن مسعود فقال يا محمد، إنها واحدة من اثنتين إذا قامت الحرب بيننا وبينك واجتحت قومك وغلبتهم ووضعت أنوفهم في التراب، فهل علمت أحدا اجتاح قومك قومه قبلك؟ كأنه يذكره أن هذا ليس من مكارم الأخلاق، إنك إن ظفرت بقومك وأهلك وعشيرتك فإنك تفعل فيهم كل ذلك. 

 

وإلا كأنه قال وما أخالك تستطيع أن تفعل كل ذلك وإذا قامت الحرب فوالله ما أرى حولك إلا أوباشا خليقا أن يفروا ويدعوك، قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه، أنحن نفر وندعه؟ وقال له كلمة عظيمة، فقال عروة بن مسعود من هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم، “إنه ابن أبى قحافة” فقال والله لولا أن لك عليّ يدا لأجبتك، وفي رواية محمد بن إسحاق عن الزهري عن المسور في هذا الحديث قال ولكن هذه بتلك، يعني هذه الإساءة منك أكلت جميلك السابق وليس لك عندي جميل، فمعنى الكلام أنك لو تكلمت في حق آلهتنا لرددت عليك لأنك استوفيت جميلك السابق بهذه الكلمة العظيمة، ثم كان وقت الظهر فجيء للنبي صلى الله عليه وسلم، بوضوء، وترك النبي صلى الله عليه وسلم.

 

يفعلون ما كان ينهاهم عنه قبل ذلك وهذه سياسة حكيمة، هذه هي السياسة الشرعية، رعاية المصالح، والنبي صلى الله عليه وسلم، وكان ينهى الصحابة عن القيام فقد فعلوا في هذا الموقف ما هو أعظم من القيام، ومع ذلك تركهم النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ حتى يرى عدوه أن هؤلاء لا يسلمونه أبدا وأن هؤلاء لو دخلوا في حرب لا يهزمون، وجيء بوضوء فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم، فاغتسل أصحابه على وضوئه، ما سقطت قطرة ماء على الأرض، وكان النبى صلى الله عليه وسلم، ينهى عن أقل من ذلك، ولما قال له رجل أنت سيدنا وابن سيدنا قال “قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله” وهو مجرد كلام قاله الرجل وهو كذلك. 

 

هو سيدنا لا شك في ذلك ومع ذلك يقول “قولوا بقولكم ولا يستجدينكم الشيطان إنما أنا عبد الله ورسوله” تركهم يغتسلون على وضوئه وما تنخم نخامة فوقعت في يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده، ولا يحدون النظر إليه تعظيما له، أي لا ينظر إليه فيملأ عينيه منه ولكن كان يصوب وجهه إلى الأرض، ولا يرفعون أصواتهم عنده. 

الدكروري يكتب عن الثقفي يتفاوض مع النبي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار