مقالات

النبي يري عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد

النبي يري عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

النبي يري عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، واعلموا يرحمكم الله أنه توالت على رسول الله صلي الله عليه وسلم قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات الكثيرة، فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنت وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه، افتقد نصيرا وظهيرا له هو عمه أبو طالب، وكذلك افتقد شريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجة رضي الله عنها التي كانت له السند والعون على تحمل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات قبيل حادثة الإسراء والمعراج.

 

ولذا سمي هذا العام بعام الحزن، ومن هنا كان إنعام الله تعالي على عبده ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم بهذه المعجزة العظيمة تطييبا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه ثم ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد، ولكن ماذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في الطائف؟ فصدقوا أنه ما من دعاء ينطبق على المسلمين اليوم كهذا الدعاء “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا رب المستضعفين” فإن الأمة الإسلامية اليوم بأكملها، المليار وخمسمائة مليون مسلم، بدءا من قاعدتها إلى قممها، لا وزن لها في الأرض، بأي شيء لا يعبأ بها، ولا بإحتجاجها، ولا بغضبها ولا بتنديدها كأنها غير موجودة، مع أن الثروات عندها، والموقع الإستراتيجي عندها، وبيدها خيارات لا تعد ولا تحصى، ولكن فتتوها، وجزئوها وجعلوها مشرذمة. 

 

وهذا الذي حصل، فقال صلي الله عليه وسلم “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، يا رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى صديق يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ اللهم إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي” فكافأه الله تعالى بإستجابة عبد يسمى عداس إلى الإسلام بعد رفض الكثير له، وهداية واحد خير من الدنيا وما عليها، وساق الله تعالي إليه نفرا من الجن يستمعون القرآن وأحسنوا الإستماع والإنصات ثم فهموا واجبهم فولوا إلى قومه منذرين، وإستجابة ستة من أهل يثرب هم طلائع الدعوة في المدينة المنورة والتمكين للإسلام في الأرض، ومنهم أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، هذا بعد أن رفضت كل القبائل الأخرى منهم بنو كلب. 

 

وبنو حنيفة، وبنو عامر بن صعصعة وفزارة وغسان دمرة وسليم وعيس وبنو نضر وكندة وعذرة والحضارمة، وهؤلاء كانوا نواة الدعوة التي نشرت الإسلام في يثرب وتحولت بهم الجماعة الإسلامية المطاردة في مكة إلى دولة ذات عز وتمكين في المدينة المنورة، وعدد من أشراف قبائلهم وقومهم منهم سويد بن الصامت الشاعر وإياس بن معاذ وأبو ذر الغفاري والطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة دوس، وكذلك من المكافآت للنبي صلي الله عليه وسلم هو الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج إلى الملأ الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحرر المسجد الأقصى وأن ينصر الإسلام ويعز المسلمين، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى