حواري مع المجهول..الكيف “بشرب علشان أنسي ”
بقلم :محمد السيد
ألتقيت به في ساعة متأخرة من الليل علي طريق الصدفة ،فقد كان يقف عن إحدي المحال التي كنت أقصدها كان يقف عند المحل ..وبنظرات غريبة ووجه شاحب ويد ترتفع كل لحظة علي الوجه لمسح أنفه …وملابس تبدو عليها عدم الأناقة ..كنت ألاحظه دون أن يعلم ولكنه أقترب مني وطلب مني أن اعطيه ولاعة .. وبدأ معها الحديث …
قولت له لا أدخن فبدأ يتحدث بكلام لا أفهمه فقولت له ماذا تقول ؟ وما بك ؟ “هو انت ياااد شارب حاجة ” .
ضحك بصوت ضعيف وقال لي ” أنا بشرب علشان أكون في عالم تاني بعيد عن عالم القرف ” .
رديت عليه وقولت يعني انت شارب فعلا …قالي اه أنا بشرب كل يوم مع أصحابي ولسه جاي من عندهم النهاردة الكيف كان عالي اوي .
خدني فضولي المستمر أنني اكمل القصة معه جلست معه أكثر من ساعة لا يمكنني أن اثق بكلامه كاملا فقد كان فاقد الوعي بحكم تأثير المخدر ..لم اساله عن هو من ولا من هم أصحابه كان السؤال الذي يدور في رأسي هو ..ليه كدا ؟! …قالي أن متشاكل مع ابويا وكل ما اتشاكل معاه بشرب .
قولتله ما كلنا عندنا مشاكل هو انت بس.
قالي..قالي كل واحد له طريقة ازاي يفرج بيها همومه ..
قلت له .. انت ما اسمعتش عن الناس اللي بتموت بسبب التعاطي دا ..
قالي سمعت بس عادي كل واحد ضعيف مبيستحملش بياخد ليه ؟!
قولتله يعني انت قوي يعني
قالي : اه واقدر اخد كميات كمان
فسرت تعاطيه للكميات الكبيرة دي لانه مازال في العشرينات من عمره .
رجعت به لسؤال ..وهو انت شربت سجائر وانت عندك كام سنه لأنني أعلم أن أول طريق الانحراف يبدأ من السيجارة .
قال :من رابعة ابتدائى
رد صدمني وتساءلت ساعتها أين الاب وأين الام وأين الأخوات ؟!..
قولت له مبتفكرش تبطل
قال ..لا ..دي الحاجة الوحيدة اللي بتخليني ابعد بعيد عن المشاكل .
قولتله ..دي بتزود المشاكل مش بتحلها..
اردت أن اذهب معه الي المكان الذي يتردد عليه ويشرب ولكنه رفض تماما ..
بعد ساعة من الشد والجذب بين المجهول الذي اتخذ المخدر للهروب من واقع الحياة ولم يفكر أن يتخذ من الصلاة أو التقرب من الله للفرار من كل ما يؤلمه .
عزيزي القارئ أننا أمام فكر شبابي غير واعي يحتاج إلي تكثيف منابع الايمان من دور العبادة التي بسببها انحرف معظم شبابنا اليوم فلك أن تتخيل أن هذا الشاب يقول ذهبت إلي المخدرات لتهون عليا مشاكلي..ما هذا الفكر لأنه لم يتربي علي العقيدة ولا الدين الصحيح … إن المجهول سيطاردنا إذا لم نقف أمامه بكل حزم وقوة