الدكروري يكتب عن الإمام الشهيد أبو الفتح الديلمي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الديلمي هو الإمام أبو الفتح الديلمي الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو الذي مات شهيدا، وقيل أنه لم يكن المجاهدون مع أهل البيت إلا ذووا الإيمان من أهل اليمن خاصة، أنصار الرسول ووصيه أمير المؤمنين، ولم يستنصروا عليهم بغيرهم، ولم يدخلوا إلى اليمن أي دخيل، بل لا يقوم الإمام منهم إلا بعد أن يجمع عليه أهل الحل والعقد منهم، ويلزموه الحجة، فيقوم لإنقاذ الأمة، لا يستأثر عليهم بمثقال الذرة، فيخرج من الخلافة كما دخلها، ويتركهم يختارون لأمرهم ودينهم من يرتضون، هكذا سيرتهم النبوية، وطريقتهم العلوية.
إلى زمن يسير من أيام المتأخرين، فسد فيه الراعي والرعية، وهي لا تلبث أن تتغير بمن الله تعالى، فالإيمان يمان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذرية الإمام الديلمي هو المتوكل على الله الداعي أيام الإمام يحيى بن حمزة، وهو أحمد بن علي بن مدافع بن محمد بن عبدالله بن محمد بن الحسين بن الإمام علي رضي الله عنه، المتوفى سنة سبعمائة وخمسين، ومشهده برغافة، وآل الديلمي باليمن نسبة إلى الإمام أبي الفتح، ومن أعلامهم في العصر الأخير السيد زيد بن علي بن الحسن بن عبد الوهاب بن الحسين بن حسين بن إبراهيم بن يحيى بن علي الناصر الديلمي المتوفى بصنعاء سنة ألف وثلاثمائة وست وستين من الهجرة.
وهكذا كان الإمام الناصر لدين الله، أبو الفتح الديلمي الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي إبن أبي طالب رضي الله عنه، والذي ولد في بلاد الديلم من إيران في الجنوب الغربي لبحر قزوين، ويعد من أئمة الزيدية المجتهدين المجاهدين، وهو جد السادة آل الديلمي في اليمن، ونشأ عالما و مفسرا، ودرس على جماعة من علماء الديلم، ثم كانت دعوته هناك في العام الهجري ربعمائة وثلاثين الموافق للعام الميلادي ألف وتسع وثلاثين، ثم وصل إلى اليمن في شوال من العام الهجري ربعمائة وسبع وثلاثين الذي يقابله العام الميلادي ألف وخمس وأربعين، وبايعته عدد من القبائل، واستولى على مدينتي صعدة وصنعاء.
وسكن بلدة ذيبين، من بلاد همدان، وأسس حصن ظفار ذيبين وقد أنشد في قبائل همدان وبكيل قائلا ألا يا لهمدان بن زيد تعاونوا،على نصرنا فالدين سرب مضيع، ونادوا بكيلا ثم وادعة التي لها المشهد المشهور ساعة تجمع، ولا بد من يوم يكون قتامه، بوقع القنا والمشرفية أدرع، سيقتاد لي من كان بالأمس عاصيا، ويقرب مني النازح المتمنع، أنا الناصر المنصور والملك الذي، تراه طوال الدهر لا يتضعضع، ستملأ دنيانا من العدل بعدما، مضت حقب بالظلم والجور شرع، وأنتقل بعد ذلك إلى جنوبي صنعاء وتحديدا منطقة علب، حيث بنى حصنها، وأستمر فيها حاكما وحكيما، وله التصانيف الواسعة، والعلوم الرائعة، منها كتاب البرهان في علوم القرآن الذي جمع المحاسن والظرائف، واعترف ببراعة علم مصنفه المخالف والموالف.
ودعا الإمام أبو الفتح الديلمي إلى الله سبحانه وتعالى في الديلم، ثم خرج إلى أرض اليمن، فاستولى على أكثر بلاد مذحج وهمدان وخولان، وانقادت له العرب، وحارب الجنود الظالمة من المتمردة والقرامطة وكان له من الفضل والمعرفة ما لم يكن لأحد من أهل عصره، ولم يزل قائما بأمر الله سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين، وتوفي رحمه الله شهيدا سنة ثلاثمائة وأربعة وأربعين بنجد الجاح، في الوقعة المشهورة بينه وبين علي بن محمد الصليحي قائد الباطنية، وداعيتهم، واستشهد مع الإمام سبعون شهيد رحمهم الله، ودفنوا جميعا في محل واحد، ثم نقله ولده محمد إلى منطقة حاجب ردمان في ميفعة عنس شرقي مدينة ذمار، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.