
كتب : [محمد صبَّاح ]

في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، تحتفل مصر بذكرى عيد تحرير سيناء، اليوم الذي رُفع فيه علم مصر عاليًا خفاقًا على أرض سيناء الطاهرة عام 1982، إيذانًا بعودة كامل التراب الوطني المصري بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وبعد كفاح طويل خاضته مصر دبلوماسيًا وعسكريًا حتى استعادت آخر شبر من أرضها.
من الحرب إلى السلام
بدأت ملحمة التحرير بعد نكسة 1967، حينما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وردّت مصر بقوة خلال حرب أكتوبر 1973، التي أعادت الثقة للجيش المصري وللأمة كلها. أعقب النصر العسكري مفاوضات طويلة ومعقدة قادتها القيادة المصرية ببراعة حتى تم توقيع اتفاقية السلام في عام 1979، والتي مهدت الطريق لانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء، بشكل تدريجي، حتى تحقق الانسحاب الكامل في 25 أبريل 1982.
سيناء في قلب التنمية
لم تكن معركة استرداد سيناء مجرد صراع حدودي، بل كانت معركة هوية وكرامة. واليوم، بعد أكثر من أربعة عقود على التحرير، تخوض الدولة المصرية معركة من نوع جديد: معركة التنمية والبناء. فالمشروعات القومية العملاقة التي تُنفذ في سيناء حاليًا، من أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد إلى مدن الإسكان والزراعة والمناطق الصناعية، تعكس رؤية استراتيجية لدمج سيناء في قلب الوطن، وإنهاء عزلتها التاريخية.
التضحيات لا تُنسى
تحرير سيناء لم يكن ليتم دون تضحيات شهدائنا الأبرار من رجال القوات المسلحة، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن. وهو ما يجعل هذا اليوم مناسبة وطنية خالصة، نستدعي فيها أمجاد الماضي لنستلهم منها قوة الحاضر وأمل المستقبل.
في عيد تحرير سيناء، نحتفل بالنصر، ونجدد العهد على الحفاظ على كل ذرة من تراب هذا الوطن، ونؤكد أن سيناء ستظل دائمًا رمزًا للصمود والانتصار، وأرضًا للسلام والبناء
