أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنسلط الضوء في هذا المقال على موضوع نادرا ما تحدث فيه الناس والاعلام او لربما تحدثوا لكن ليس بهذا العمق وهذه الصورة التي سنتحدث فيها عنه .
فهناك مصطلحات عالمية لكنها في الاصل هي مسروقة او هي ليست مسروقة بالمعنى المشين للسرقة لكنها مقتبسة او مأخوذة عن ديننا الاسلامي الحنيف فمثلا كلمة اتيكيت او دستور الانسانية او القوانين التي تضمن للناس وللأطفال حقوقهم كلها موثقة في القران الكريم وفي كتب السنة النبوية الشريفة وال البيت عليهم السلام ككتاب مكارم الاخلاق الذي يوضح اخلاق وسنة وطريقة ونهج نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن في الغرب طبقوا ديننا بحذافيره واخذوا لبه بينما نحن نسيناه شيئا فشيئا ولم يبق منه سوى القشور لأن المصلي والصائم والمحجبة وقارئي القران يجب أن يكون نهجهم انساني قبل تطبيق أساسيات الدين وهناك مقولة منتشرة على وسائل التواصل تقول (لا تحدثني كثيرا على الدين لكن دعني أرى الدين في سلوكك ), فمثلا في الدين هناك أمورا تخص الاطفال وهي مثلا يجب الا يستولي الاهل على هدايا واموال أولادهم التي تأتيهم في العيد والتي تسمى في مجتمعاتنا العيديات من ألأقارب حتى وان اخذوها يجب عليهم تعويض أولادهم فيما بعد بشراء ما يحتاجونه من مقتنيات كالملابس أو قطع ذهب اذا كان المبلغ كبيرا مثلا .
كذلك يجب عدم اعطاء أو التصدق بملابس الطفل دون أخذ رضاه لأن ذلك يعتبر سرقة واستغلال لعمر الطفل الصغير
كذلك تعنيف الطفل وضربه هناك ضريبة أو دية في الدين الأسلامي يجب أن تعطى اذا ضرب الطفل من قبل والده أو والدته واصبح مكان الضرب احمر او ازرق لأن العنف يؤدي لأضرار جسيمة على نفسية الطفل حاضرا ومستقبلا , كذلك تعنيف الزوجة وعدم اشعارها بأهميتها واهمية ما تقوم به من أجل بيتها واولادها وزوجها ذلك يجعلها تكون تعبانة نفسيا ومرهقة وليس لديها وقود من الطاقة الايجابية لتقديم الافضل لأحبتها لأن المرأة بطبيعتها سماعية وتحب ان تسمع كلمات تقدر جهودها وعطاءها ومواصلة السير في سنة وطريق الحياة ، كذلك الرجل الذي هو امان وسند الاسرة يجب على اولاده وزوجته ان يسمعونه كلام ايجابي ومشجع يجعله يفرح بداخله لأن تعبه لم يضيع على من لا يستحق وكل جهوده موثقة في قلوب احبابه لكن في مجتمعاتنا وبما انه الرجل هو المبادر الاول وهو الذي يأخذ اول خطوة للخطوبة والزواج لذلك تقع على عاتقه مهمة اسعاد زوجته وبيته واولاده لأنه لكل فعل رد فعل فاذا عامل زوجته بطيبة واحترام سوف يعود عليه ذلك بالضعف من الخير والابتسامة والكلمة الطيبة والعطاءالانساني والاهتمام من زوجته لكن في مجتمعاتنا الشرقية الرجل يتحفظ من قول كلمة طيبة بحق زوجته خوفا من ان يقال عنه ضعيف الشخصية او يخاف ان تأخذ الزوجة زمام الأمور وتسيطر عليه وعلى كل شئ لكن هذا الامر خاطئ جدا فمثلا اذا كانت الزوجة بنت اصول سوف لن تنسى احترام زوجها وعطفه وحبه وحنانه اما اذا كانت من النوع الاخر الاستغلالي فهو سيد الموقف في كل الاحوال وبامكانه ان يكون لبقا حازما عطوفا في ذات الوقت والعاقل يفهم .
كذلك هناك من يحارب ويبغض التنمر لكنه يمارسه بشكل اخر مع الناس فمثلا رجل يقول لزميلته في العمل او الدراسة أن وزنها زائد فهذا الامر مؤلم وغير لائق وبعيد عن الدين والاتيكيت كذلك لأنه أي امرأة في وقتنا الحاضر تعرف جيدا انه السمنة مقبرة الجمال وانها تؤثر على الصحة وتسبب أمراض مزمنة لكن هناك امور خارجة عن ارادة الأنسان أحيانا ولا يستطيع تغييرها مثلا الجينات الوراثية فليس فقط السمنة وراثية لكن حجم المعدة والأمعاء كذلك بالاضافة الى العادات الغذائية الطفولية السيئة التي تستمر مع الانسان حتى الكبر ويصعب عليه تغييرها أو ألهرمونات والحمل والأنجاب وغيرها والانسان عموما يعرف جيدا انه بدينا ويحاول جاهدا اخفاء سمنته لكن صعب عليه أن يعتزل العالم والحياة لمجرد انه بدين لكنها تقلل انتاج الانسان ونشاطه لذلك هناك طرق مختلفة من قبل أهله وعائلته للأخذ بيده من أجل انقاص وزنه أما الاغراب فمن العيب التدخل بهكذا امور خاصة الرجل لا يجوز أن يتدخل بوزن أو عمر امرأة ليست ابنته أو زوجته أو اخته أما اذا كانت كذلك فيجب أن ينصحها بطريقة محترمة واعطاءها كورس نظام غذائي صحي وان يساندها نفسيا ويرقص معها او يمارس تمارين رياضية معها كنوع من المؤازة حتى تصل لوزن صحي مناسب وللعلم هناك سمنة ليست مفرطة وهي لائقة واضافت لصاحبها جمالا وهيبة حسب تقاسيم الجسد والجينات الوراثية ولون البشرة ونمط المعيشة طبيعة الطلة والأناقة ، كذلك هناك سيدات يصرحن للشاب انه ليس فتى أحلامها لمجرد انها عرفته او قد يحدث العكس لذلك هذا الامر مؤلم ويسبب خلافات اجتماعية وتصدع في العلاقات لأنه اذا كانت ليست فتاة احلامه او العكس هناك من يتمناه او هناك من يتمناها وهما حلم غيرهما لذلك هناك أمور يجب أن نتحفظ عليها وتظل داخلنا لأن خروجها يسبب تصدع العلاقات الأجتماعية .
كذلك هناك امورا أول ما تعلمنا ديننا تعلمناها وهي العطف على الصغير واحترام الكبير لكن للأسف صارت تضمحل شيئا فشيئا هذه الأمور المهمة لكنها يوما بعد يوم تتطور في دول الغرب اذ نلاحظ هناك وسائل ترفيه ووجبات خاصة ورعاية مركزة للأطفال كذلك هناك اهتمام قل نظيره لكبار السن فكبار السن عندهم الذي تجاوز الستين من عمره هناك عربات خاصة له داخل كل مؤسسة وكل ركن من اركان الدولة واغلب ما يحتاجه كبير السن من أدوية او علاج او عملية جراحية او فحص هو مجاني بالاضافة الى القوانين الصارمة التي تضرب بيد من حديد على من يعنف طفلا او يهمل مسنا ..
اما احترام الحلال والحرام وعدم السرقة وأن كانت بامور قيمتها قليلة والتعامل الطيب وعدم الكذب وبغض النفاق وعدم انتظار رد العطاء وجبر الخواطر وقت الحزن والضيقة والتهادي بين الأحبة ولو بأشياء بسيطة وصلة الرحم والتعامل الودود اللبق كلها امور أصبحت نادرة وحل محلها عادات واخلاقيات تجعل العلاقات الانسانية متصدعة ومتفككة لذلك تزايدت نسبة الجريمة والاغتصاب والسرقة والنفاق في مجتمعاتنا مع شديد .
لذلك مراجعة النفس واعطاء النصيحة الصحيحة للجيل الجديد وبث الحب داخل الطفل على أهله وجيرانه وناسه كلها امور توعي وتنتج جيل محب وسوي وناضج ومعطاء ومن ثم مجتمع متماسك صحيح الخلق وكل ما ذكرنا هو من صميم ديننا وخلقنا وليس مثاليات أو نطمح لمدينة افلاطون الفاضلة .
كذلك يجب التوسع بالثقافة وتطوير الذات بكل مجالات الحياة لأن الجهل وباء ينتج عنه الف وباء .
وهناك ملاحظة يجب توضيحهها هو أن تكون مثقفا هذا لا يعني أنك تقطع الابتسامة مع الناس أو تكون متكلفا أو تحمل كتابك تحت ذراعك وتكون فضا وتشرب قهوة هذه كلها قشور وعن تجربتي الشخصية بذلك فأنا اقرأ بكل شئ من روايات وعلم النفس والتنمية البشرية والمجتمع والمرأة والدين والعقائد والشعر لكنني كانسانة جدا مرحة وضحوكة ومبتهجة أعطي للناس طاقة ايجابية ومن الصدف الغريبة أنني من عشاق الشاي وليس القهوة إذا الثقافة ثورة الانسان من الداخل ومن ثم تطبق على الواقع وعلى الانسانية عموما وليس امورا مادية او تصرفات لاتمت للثقافة بصلة .
نسأل الله الهداية والسعادة والسلام لكل مجتمعاتنا .