المقالات

المشاعر الرقيقة

جريده موطني

المشاعر الرقيقة

بقلم / محمـــد الدكـــروريالمشاعر الرقيقة

أصبحنا نستحي بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ونقدم الهوى عليها ولا نستحي بما نرتكبه من معاصي ولا نخجل من الله ولا من رسوله ونقدم كلامنا وكلام الناس على سنته صلى الله عليه وسلم ومن الناس من تعود أن يكون صالحا أمام الناس فإذا خلا بمحارم الله انتهكها كالمنافقين تعود ألا يخلص العمل لله عز وجل يتظاهر بالصلاح وقلبه قد ملئ فجورا وفسادا فعن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لأعلمن أقوام من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا” وقال ثوبان رضي الله عنه يا رسول الله صفهم لنا، جلّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، فقال صلى الله عليه وسلم.

 

“أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها” ومن كلام ابن الجوزي في صيد الخاطر “رأيت أقوام من المنتسبين للعلم أهملوا نظر الحق في الخلوات فمحا الله محاسن ذكرهم في الجلوات، فكانوا موجودين كالمعدومين لا حلاوة لرؤيتهم ولا قلب يحن إلى لقائهم” وأما عن مشاعره صلى الله عليه وسلم الرقيقة الرقراقة عند الحزن، فقد كانت تدمع عيناه، ويبكي لفراق الأهل والأصحاب بكاء رحمة ورفق، لا بكاء ضجر وتسخط، فلما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه، وبكى رحمة له، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبّله وشمّه.

 

ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان،‏ فقال له الصحابى الجليل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” يا بن عوف، إنها رحمة”‏‏ ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم “إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون” ولقد ظهرت أسمى معالم الإنسانية في معاملته صلى الله عليه وسلم للأطفال، فقد كان صلى الله عليه وسلم يخفض لهم جناحه، ويفهم طبيعتهم السنية، فيداعبهم، ويلاطفهم، ويقبلهم، ويحتضنهم، ويصبر عليهم، ويكره أن يقطع عليهم مرحهم وسعادتهم، حتى ولو كان بين يدي الله تعالى، فعن عبدالله بن شداد، عن أبيه قال دُعي رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة.

 

فخرج وهو حامل حسنا أو حسينا، فوضعه إلى جنبه، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطال فيها، قال إني قد رفعت رأسي من بين الناس، فإذا الغلام على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعدت رأسي فسجدت، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له القوم يا رسول الله، سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها، أفكان يُوحى إليك؟ قال “لا، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته” وكان صلى الله عليه وسلم يُقبّل الأطفال ويمسح على رؤوسهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال “مَن لا يَرحم لا يُرحم”المشاعر الرقيقة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار