رسول الله وصبر أولو العزم من الرسل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين فاللهم لك الحمد لله أولا وآخرا، والحمد لله ظاهرا وباطنا والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله ملء كل شيء، والحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض، والحمد لله على كل حال، ما أصابنا من نعمة فالحمد لله، وما أصابنا من نقمة وبلية وعذاب فالحمد لله، الحمد لله على ما أصاب إخواننا المسلمين في أنحاء العالم، الحمد لله على كل مصيبة وقعت بنا ونحتسب أجرها عند الله، ولا نقول إلا ما يرضي الرب الحمد لله على كل حال، إنا لله وإنا إليه راجعون، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الذاكرين كثيرا، اللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيرا، واجعلنا لك شاكرين لك عابدين إليك تائبين إليك أواهين منيبين، اللهم لا تسلبنا النعمة، اللهم إنا نعوذ بك من تحول عافيتك وفجأت نقمتك وجميع سخطك.
اللهم ارفع الظلم عنا وعن المسلمين، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نسألك أن تنزل علينا غيثا مغيثا، اللهم اجعله بلاغا لنا إلى خير، اللهم إنا نسألك أن تصلح شأننا كله، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، أما بعد، فإنه لا يعلم أحد مرّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرّ به وهو صابر محتسب، صبر على اليتم والفقر والجوع والحاجة، وصبر على الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل، وصبر على قتل القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزّب الخصوم واجتماع المحاربين، وصبر على تجهّم القريب وتكالب البعيد.
وصولة الباطل وطغيان المكذبين، وصبر على الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها، فلم يتعلق منها بشيء، فهو الصابر المحتسب في كل شأن من شئون حياته، فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما أزعجه كلام أعدائه تذكر قول الحق سبحانه وتعالي ” فاصبر علي ما يقولون ” وكلما راعه هول العدو وأقضّ مضجعه تخطيط الكفار، تذكر قول الحق سبحانه وتعالي ” فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ” ومات عمه فصبر، وماتت زوجته فصبر، وقتل عمه حمزة فصبر، وأبعد من مكة فصبر، وتوفي ابنه فصبر، ورميت زوجته الطاهرة بالفاحشة كذبا وبهتانا فصبر، وكُذب فصبر، قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون كاذب مفتر فصبر، أخرجوه، آذوه، شتموه، سبّوه، حاربوه، سجنوه.
فصبر، وهل يتعلم الصبر إلا منه؟ وهل يُقتدى بأحد في الصبر إلا به؟ فهو مضرب المثل في سعة الصدر وجليل الصبر وعظيم التجمل وثبات القلب، وهو إمام الصابرين وقدوة الشاكرين، هو النبي الكريم وصاحب الشفاعة يوم الدين رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، ويحسب بعض الآباء أن مسؤولية تربية الطفل تقع على الأم فقط، ولا يطلب منه سوى تأمين الحاجات المادية لأطفاله وزوجته، فتجده يقضى معظم وقته خارج المنزل في العمل، أو مع الأصدقاء، حتى إذا عاد إلى منزله جلس وحده فى غرفته، محذرا زوجته من أن تسمح للأطفال بتعكير صفو تأملاته وأحلامه وهو نائم، وإن الرؤية الإسلامية لا تقدم مسؤولية أى من الرجل أو المرأة في الأسرة على الآخر.
فمشاركة الأب والأم فى التنشئة الاجتماعية والسياسية للطفل هي مشاركة واجبة ولازمة، إذ لا يغنى أحدهما عن الآخر، وهما يشكلان معا، بالإضافة للأبناء، هيكل السلطة فى الأسرة من خلال مسؤوليات كل طرف، ولا يكتمل الهيكل أو البناء إذا تخلى أحد الأطراف عن واجباته، فالرعاية مسؤولية الوالدين معا، وكلاهما مسؤول عن رعيته.رسول الله وصبر أولو العزم من الرسل