ثقافة الحوار
بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
الجزء الثالث
المقدمة :-
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقافة الحوار لا الإجبار.
أفضل من دار حوار على سطح الأرض هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والسيرة النبوية زاخرة بالمواقف والحوارت بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين وبين الرسول
صلى الله عليه وسلم واليهود .
السيرة فيها الكثير و الكثير من المواقف والحوارات.
أولاً
نماذج الحوار في القرآن الكريم :- الحوار الذي دار بينه الله عز وجل وملائكته الكرام ،
الحوار الذي حدث بين إبليس أمام ربه حينما أبى السجود ،
الحوار بين قابيل وهابيل ،
كذلك دارت حوارات بين الأنبياء و أقوامهم ،
الحوار الذي سجله القرآن الكريم بين سيدنا إبراهيم عليه السلام وأبيه ،
الحوار بين سيدنا إبراهيم عليه السلام وقومه ،
الحوار بين سيدنا إبراهيم عليه السلام و النمرود ، و الحوار الذي بين سيدنا موسى عليه السلام وفتاه ، وقصص سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون وما دار من الحوار بين فرعون وقومه والذي يكتم إيمانه .
ثانيا :-
الحوارات من السنة النبوية :-
سيرة نبينا الخاتم صلى الله عليه وسلم العطرة زاخرة بالمواقف والحوارات مع المشركين وغيرهم ،
و منها لما حاور عتبة بن ربيعة
وقال :-
قل يا أبا الوليد أسمع ، وانتهت بأن مضى عتبة فزعا مما سمع .
( كما في أول سورة فصلت).
ثالثا :-
ثمرات الشورى والحوار :-
عندما قامت بلقيس ملكة سبأ بالشورى مع قومها عندما جاءها كتاب من نبي الله سليمان عليه السلام كان ذلك سببا في إسلامها وإسلام قومها و نجاتهما معا .
ولما استبد فرعون برأيه تسبب ذلك في غرقه و إغراق قومه معه .
ولما رفض قارون نصيحة قومه خاصة أهل العلم خسف الله به و بداره الأرض، ومن بركات الشورى انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى ، و غزوة الخندق ،
حيث كانت الشورى في فكرة بئر بدر ، وفكرة حفر الخندق ،
وكذلك كانت الشورى في صلح الحديبية، وغيرها من المواقف .
رابعا :-
الحوار وسيلة تربوية مع الأطفال والزوجات والمرؤوسين ومع العصاة:- وفي السيرة النبوية النماذج المتعددة في كل ذلك.
نحو العمل :-
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ:-
“إِنَّمَا يُتعلَّم الْعِلْمُ ليُتَّقى بِهِ اللَّهُ، وَإِنَّمَا فُضِّل الْعِلْمُ عَلَى غَيْرِهِ؛ لِأَنَّهُ يُتقى اللَّهُ بِهِ”.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الموافقات :-
كُلُّ مَسْأَلَةٍ لَا يَنْبَنِي عَلَيْهَا عَمَلٌ؛ فَالْخَوْضُ فِيهَا خَوْضٌ فِيمَا لَمْ يَدُلَّ عَلَى اسْتِحْسَانِهِ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ، وَأَعْنِي بِالْعَمَلِ:-
عَمَلَ الْقَلْبِ وَعَمَلَ الْجَوَارِحِ، مِنْ حَيْثُ هُوَ مَطْلُوبٌ شَرْعًا .
وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ اسْتِقْرَاءُ الشَّرِيعَةِ؛ فَإِنَّا رَأَيْنَا الشَّارِعَ يُعرض عَمَّا لَا يُفِيدُ عَمَلًا مُكَلَّفًا؛ فَفِي
الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ:-
{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}
[البقرة: ١٨٩]
فَوَقَعَ الْجَوَابُ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْعَمَلُ؛ إِعْرَاضًا عَمَّا قَصَدَهُ السَّائِلُ مِنَ السُّؤَالِ عَنِ الْهِلَالِ:-
“لِمَ يَبْدُو فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ دَقِيقًا كَالْخَيْطِ، ثُمَّ يَمْتَلِئُ حَتَّى يَصِيرَ بَدْرًا، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى حَالَتِهِ الْأُولَى؟
([٧]).
نتمنى أن نكون قد وفقنا الله سبحانه وتعالى فى ذلك.
والله المستعان
ثقافة الحوار
بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى