
تربية النشئ على المحافظة على الممتلكات العامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن هدف العمل في الشريعة الإسلامية ليس كسب المال فقط، ففضلا عن معانيه التعبدية، فإن من غاياته تحقيق الأمن الإجتماعي بين الناس، وهذا يؤدي إلى التوازن النفسي على مستوى الفرد والجماعة، وكم من مجتمعات بلغت الغاية في الكسب المادي، ولكن أفرادها ظلت حياتهم مملوءة بالقلق والخوف والوحدة والشعور الحاد بالغربة القاتلة، وكأنها تعيش في غابة مملوءة بالوحوش الكاسرة، لذا نجد علاقات طردية بين العمل الصالح والذي من ورائه من بسط الرزق والتوازن الإجتماعي.
وهذا المفهوم يتضح من خلال الحديث الصحيح “من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه” متفق عليه، وكما يجب علينا أن نربي أنفسنا وأهلينا وأولادنا على المحافظة على الممتلكات العامة، فإذا خرجنا على سبيل المثال في نزهة، فلنحرص أن يكون معنا أكياس للنفايات نضع فيها نفايات الرحلة ثم نتوجه لأقرب صندوق للنفايات ونضعه فيها وأيضا لتشرع بعض العقوبات وليكن منها ماليا بحق الولد الذي يفسد في داخل البيت أو في الممتلكات العامة، وتعتبر المرافق العامة بأنها خدمات غير مخصصة لأشخاص دون غيرهم، فهي جميع الأملاك العائدة والخاصة للمجتمع في مسجد الحي، وشارع الحي والمستشفى، وحديقة الحي، بمدرسة الحي، وغيرها العديد هي ممتلكات ومرافق نعتقد أنها للدولة سوى أن ملكيتها الفعلية هي للمجتمع كله عامة.
وإن الجمهورية لا يمكنها رصد ومشاهدة كل عمود كهرباء، وماسورة ماء، فى كل الوقت ولكن المدنيين المستعملين لها هم الأكثر قربا لها، وهم المستفيد الأول منها لهذا يلزم عليهم الحرص عليها وفي المسجد وهو مقر طاهر يجمع المسلمين لأداء مناسكهم الروحية، فلا يلزم العبث به، أو رمي القاذورات هنا وهناك، أو الإسراف بإستهلاك الماء والكهرباء، أو الإساءة بموجوداته من سجاد ومصاحف وأثاث، وأما الشارع فهو ممرنا للإنتقال من مقر إلى آخر، وعن سبيله من الممكن أن نسهل حياتنا أو نعقدها، فلا يلزم أن نرمي مخلّفات منازلنا سوى في موضعها الخاص، كما يلزم الحفاظ عليه نقية، وتبجيل قوانين الشارع بعدم القعود في الطرقات وحفظ تحريم الطريق، وعدم الإصطفاف إلا بالمكان الخاص لهذا، وأيضا الحديقة هو مقر يجمع الأسرة، ويروّح عن الأطفال.
ويعاون في التنفيس عن النفس، لهذا يلزم المحافظة على نظافته، ومحتوياته من ألعاب وأشجار ومرافق، وإستخدامها بأسلوب مناسبة حفاظا عليها، وكذلك الجدران العامة ليست مكانا مثاليا للتعبير الصاخب عن المشاعر أو الشعارات الإنتخابية، وليست المقر الملائم للرسم أو للتباهي بصنوف الفنون، وأيضا المدرسة هذا الموضع الذي نبني فيه المدني الصالح المنتمي لوطنه المخلص له، فيه يلزم مران الأجيال على المحافظة عليها نقية وممراتها خالية من النفايات والأوراق والمخربشات الذائعة على الجدران، كما يلزم المحافظة على ممتلكاتها من كراسي وأدراج ومختبرات، ويجب على القائمين عليها ترتيب مجموعات تطوعية لحماية وحفظ نظافتها والأماكن المحيطة بها.
وتوفير طقس من التنافس لحماية وحفظ المرافق العامة، وأيضا حماية المرافق العامة والخدمات الصحية والمراكز الصحية الأخرى، وكذلك الصدارة للعديد من خدمات والتي تخدم المرضي والمرافقين لهم، ولا بد لنا من رعايتها والحفاظ عليها، وعدم الإعتداء عليها.
تربية النشئ على المحافظة على الممتلكات العامة