
خيانة الثراء وندم الأيام”
بقلم د / صبرين محمد الحاوي /مصر

اتت تبكي وتتألم
وتقول المال اغراني
وأصبحت انا
علي قلبي وعلي روحي
انا الجاني
دخلت القصر ذهب
عقلي من مارأيت من
ذهبا وللؤلؤأ
ومرجانا
عشت في ثراء
ولم اعلم بان القصر
هو سجنا وان المال
هو سجاني
رأيت ملاكا كمثل حلما
دون أن تغمض
اجفاني
يقول لي أن أبحث
عنك لأنك أنت
عنواني
ومن حيث تركتك
رغم الثراء
ترافقني احزاني
فارقني النوم وساهرتا
تلك اجفاني
حين اعزف لحنا اراك
كل الجاني
والفقرليس عيبا لكن
المال اغراني
وكان القصر هو سجني
والمال سجاني
فعدت إليك يانصف عمري
الأول فقل لي كيف
تراني
فكان جوابي لما اتيتي
يامن قطعتي بخنجر الغدر
شرياني
كم كنت أبحث عنك
بين النساء فقالو قد جن
ولم اجدك سوى
في دمي
وكنتي نصفي الثاني
عنيت من بعدك وضاعت
كل الحاني
ولم يبقي سوى صوتا
يهمس في اذني
يقول لي قل وداعا لمن
كانت مدمرتك تحليت بالصبر
وتركت احزاني
فوجدت من داوت جراحي
فودعت الماضي
وعزفت الحاني
فعودي من حيث اتيتي
لانني لاريد أن استعيد
احزاني
بقلم د/ صبرين محمد الحاوي/مصر
أتت تبكي وتتألم
وتقول المال أغراني
وأصبحت أنا
على قلبي وعلى روحي
أنا الجاني**
🔸 هنا تبدأ القصيدة بمشهد اعتراف امرأة أخطأت. المال خدعها، فاختارت الثراء وتركت من تحب، لتكتشف في النهاية أنها خانت نفسها قبل أن تخون غيرها.
—
**دخلت القصر ذهب
عقلي من ما رأيت من
ذهبٍ ولؤلؤٍ
ومرجانَ**
🔸 تصف دخولها عالم الثراء والترف، حيث الذهب واللآلئ أذهلتها، ففقدت صوابها وانبهرت بالبريق الخارجي.
—
**عشت في ثراء
ولم أعلم بأن القصر
هو سجنٌ وأن المال
هو سجاني**
🔸 رغم كل ما امتلكته من مال، اكتشفت أن هذا الثراء كان قيدًا وسجنًا نفسيًا، وأن المال ليس حرية بل قيود خفية.
—
**رأيت ملاكًا كمثل حلمٍ
دون أن تغمض أجفاني
يقول لي أن أبحث
عنك لأنك أنت عنواني**
🔸 في لحظة وعي أو حلم، ظهر لها صوت الحب القديم، كالملاك، يذكّرها بمن تحب، ويحثها على الرجوع إليه لأنه كان عنوان قلبها.
—
**ومن حيث تركتك
رغم الثراء
ترافقني أحزاني
فارقني النوم وساهرتا
تلك أجفاني**
🔸 تعترف أنها منذ لحظة فراقه لم تعرف الراحة، فالغنى لم يسعدها، بل كانت الأحزان تسكنها والسهر يلازمها.
—
**حين أعزف لحنًا أراك
كل الجاني
والفقر ليس عيبًا لكن
المال أغراني**
🔸 عندما تسترجع الذكريات، تلوم نفسها، وترى أن المال هو من أغراها، وأن الفقر لم يكن عيبًا كما كانت تظن.
—
**وكان القصر هو سجني
والمال سجاني
فعدت إليك يا نصف عمري
الأول، فقل لي كيف تراني؟**
🔸 ها هي تعود نادمة، تطلب المغفرة، وتسأله: كيف تراني بعد ما فعلت؟ بعد أن تركتك وجرحتك؟
—
**فكان جوابي لما أتيتِ
يا من قطعتِ بخنجر الغدر
شرياني**
🔸 يرد عليها الراوي (الحبيب): كيف أستقبلك وقد جرحتِني بعمق؟ خنجر خيانتك مزّقني!
—
**كم كنت أبحث عنك
بين النساء، فقالوا قد جُنّ
ولم أجدك سوى
في دمي
وكنتِ نصفي الثاني**
🔸 يعبّر عن معاناته بعدها، ظل يبحث عنها بجنون، فلم يجدها إلا في دمه، في ذاته، لأنها كانت نصفه الآخر.