إسلام شاب في مقتبل العمر يعشق الرياضة منذ نعومة أظافره فقد حباه الله بموهبة متفردة في كرة القدم ومهارات أذهلت كل من شاهده وهو يداعب الكره. يومه مقسم ما بين العدو في مضمار ملعب القرية المسمى بالزربيه بعدها يذهب إلى مدرسته الثانوية الصناعية ويعود لاستكمال يومه الرياضي بالذهاب إلى الجيم لممارسة رياضة كمال الأجسام. هجر مشاهده الدوري المحلي بعد أن أشترك في وصلة الشاي إسبورت التي تذيع كل المباريات المشفرة وتابع كل فرق العالم وتطور الأداء في تلك اللعبة التي صدق من أطلق عليها الساحرة المستديرة.
قارن بين أداء الأندية الأوروبية وبين الأندية المحلية ومن خلال متابعته أدرك أن الموهبة فقط ليست كافية للوصول للشهرة والعالمية وكلما وقعت عيناه بالصدفة على إحدى المباريات المحلية التي من أهم مميزاتها أن الكره خارج الملعب أكثر من داخل الملعب والبطء في ورتم المباريات الذي يصيبك بالملل و…. يدرك أهمية التغذية الصحيحة ومخاطر العادة السرية علي اي شاب يريد ممارسه الرياضه عموما و كره القدم بصفه خاصه.
كان أهل القرية يطلقون عليه اسم كريستيانو ولكن المقربين منه كان يفضلون اسم إسلام يانو. حاول إسلام استغلال مهاراته في الكره لتحويلها إلى مصدر دخل وقدم في اختبارات الناشئين في نادي البيج أس وهو النادي الأشهر في المحافظة والذي يتولى إدارته رجل الأعمال الشهير خلفاوي بيه وهو رجل كبير السن والمقام ولكنه لم يرتد شورت أو يلعب كره طيلة حياته. كان يوم الاختبارات يوما عصيبا
حيث تجمع الآلاف الشباب للاختبار من جميع القرى والنجوع علاوة علي أبناء المدينة وجاء دور إسلام في الاختبار ونزل الشباب في تقسيمه لمده عشر دقائق لم يلمس خلالها إسلام الكره ولم يجتاز إي لاعب في التقسيمة الاختبار وضاع على إسلام ورفاقه مبلغ الاشتراك وهو ١٠٠ جنيه ادخرها إسلام من مصروفه الشخصي حتى يتمكن من الالتحاق بهذا الاختبار الذي لايسمن ولا يغني من جوع.
قرر إسلام الذهاب إلى النادي الذي يشجعه منذ فترة وعرض نفسه علي مدير الناشئين
ولكن أمن النادي رفض مجرد دخوله من البوابة لأنه ليس عضوا عاملا.
عاد إسلام من العاصمة ساخطا من تلاشي فرص الاحتراف وأيقن أنه لو استمر هكذا في الجري وراء الوهم سيضيع مستقبله الرياضي والكروي مثله مثل الآلاف المواهب في كثير من المجالات التي دفنت موهبتها مع الأيام نتيجة عدم وجود الفرصة التي تعبر بها عن موهبتها.
قرر إسلام أن ينشئ قناة على اليوتيوب يبرز فيها مهاراته في كرة القدم كانت المشاهدات في البداية قليلة ومع الوقت بدا يشرح أساسيات اللعبة وشرح الأوفسيت والتمركز وطرق التغذية وتدريبات الجيم.
وزادت عدد المشاهدات رويدا رويدا
ومع كل زيارة في نسب الاشتراك في القناة كان يطور من فكره وبدء في تحليل بعض مباريات الدوري المحلي التي كان يشاهدها على مضض ولكن بأسلوب ساخر ومتهكم مما جعل الاشتراك في القناة وعدد المشاهدات يتجاوز مئات الآلاف حبا في تعليقاته ونظرته المختلفة لأحداث المباريات
ومقارنته بين الدوريات الأوروبية والدوريات المحلية والتي أثبت فيها علميا أن فيه رياضة اسمها الحكوشه موجودة من ابتكار المنطقة الشرق اوسطيه تستر تحت مسمى كرة القدم. أصبح لا سلام شهره وصيت كبير على مستوى المنطقة العربية ومن خلال قناته أصبح من أصحاب الملايين وانقلبت حياته ١٨٠ درجة. وفي مساء أحد الأيام تلقي اتصال من قناة شاي سبورت تعرض عليه العمل من خلالها وتقديم برنامج لتحليل بعض الدوريات العربية بمبلغ محترم
كانت مشكلة إسلام أن والده رفض العرض حتى يتم إسلام دراسته ويحصل علي الدبلوم ولكن إصرار إسلام علي السفر جعل والده يرضخ لطلبه علي مضض بعد مشاجرة كبيرة بينهما أدت إلى تطاول إسلام علي والده.
سافر إسلام إلى القناة وقابل الدوسري مسئول التعاقدات ووقع على عقد لمده ٣ سنوات وأصبح برنامج إسلام حديث الوسط الرياضي لما يقدمه من طرائف وسخرية جعلت المتابعين في حاله بهجة واستمتاع بعيدا عن التعصب
وكان أشهر اللقاءات والتي كانت نقطه تحول لمسيره اسلام هو استضافه العالمي كريستيانو رونالدو في البرنامج الذي حظي بنسبه مشاهدات عالية وكمْ من الإعلانات غير طبيعي مما جعل رئيس القناة يمنح إسلام مكافأة كبيرة جدا مع وعد بالتجديد له برقم خيالي
أرسل إسلام لوالده زيارة وجلس الأب في قصر إسلام في تلك المدينة الرائعة وقام إسلام باصطحابه لعمل عمره وعدد من الجولات السياحية في دبي
وفي نهايه زياره الوالد اعطي اسلام لوالده شيك بمبلغ كبير لشراء بيت جديد للاسره ومساهمه منه في رعايه اخوته وتزويج اخواته البنات وفي المطار طلب اسلام من والده ان يسامحه ويغفر له علي تطاوله علي والده قبل السفر وانه دفع والده بيده مما اسقطه ارضا. تذكر إسلام ذلك الموقف وهو يودع والده في المطار ونزل يقبل يده وقدمه
رفع الوالد إبنه من على الأرض ونظر في عينيه وهي تدمع وقال له هون عليك يا بني أنا عارف أنك وقتها كنت بتضربني عشان مصلحتي
