قد نقسو … ولا ندري لماذا؟
كتبت _ سامية النبهاني
ثمّة لحظات
نصبح فيها غرباء عن أنفسنا،
لا لأننا تغيّرنا،
بل لأننا لم نعد نحتمل ما نحن فيه.
فنقسو،
نجلد أرواحنا بصمتٍ مرير،
كأن في داخلنا قاضيًا لا ينام،
أو بركانًا لا يهدأ.
نحمّل أنفسنا أخطاءً لم نرتكبها،
ونبحث عن ذنبٍ يليق بالعقاب.
نعاتب ضعفنا،
نلوم صدقنا،
ونخجل من قلوبٍ أحبّت ببراءة.
ثم نغلق الأبواب،
نطفئ النور،
ونُسكت أصواتنا الهشّة…
نمزّق الماضي،
نكسر صورنا،
ننفي ما يشبهنا،
لنثبت أننا بخير،
بينما الحقيقة أننا نتألم بصمت.
ربما تعلّمنا القسوة
كيف نرتّب الفوضى،
وكيف نكون أقلّ عرضة للكسر…
لكنها لا تشفي جراحنا،
بل تعمّقها أكثر.
آن لنا أن نرحم أنفسنا،
أن ندرك أن الطهر لا يعني الكمال،
وأن الخطأ ليس عارًا،
بل درسًا يستحق أن نحتضنه.
لسنا أقوياء دائمًا،
ولا نحتاج أن نكون كذلك.
فالرحمة التي نهديها للآخرين،
تستحقها أرواحنا المنهكة أيضًا.
فلنكن أكثر لينًا مع ذواتنا،
لأن أقسى المعارك
هي تلك التي نخوضها في الداخل،
ونخرج منها بقلوبٍ تنبض،
لكنها مثقلة بالألم…
ولا ندري لماذا.
قد نقسو … ولا ندري لماذا؟
كتبت _ سامية النبهاني