قصة

وراء مصنع الكراسي

جريدة موطني

وراء مصنع الكراسي

اجتمع رجل الأعمال مرعي بيه صاحب أكبر مصنع للكراسي في القطر مع أعضاء مجلس الإدارة لمناقشة تقارير العصافير والبصاصين الذين تم نشرهم في أوساط العمال لنقل الأخبار وكانت الأخبار غير مطمئنة خاصة مع تزايد احتجاجات العمال واعتراضهم علي قرارات المجلس الأخيرة علاوة علي المشكلات المزمنة التي ورثها مرعي بيه عن والده من سوء حاله المعدات وكثرة ديون المصنع. تلخصت مطالب العمال في زيادة الأجور حتى تتناسب مع الغلاء الذي يضرب أرجاء البلاد وتقليص عدد ساعات العمل
وتحسين بيئة العمل وخلافه من المطالب الفئوية التي لا يمل الجميع من طلبها بين الحين والآخر واستعرض مرعي بيه مع مدير المصنع الإجراءات التي اتخذها حتى يتم إيقاف صيحات العمل التي أصبحت تغطي ضجيج الآلات.
أخبره مدير المصنع أنه في البداية اجتمع بالعمال وشرح ظروف المصنع ومشاكله مع البنك وخير العاملين بين التحمل أو ترك المصنع والبحث عن عمل آخر وان باب المصنع مفتوح لمن يريد المغادرة
ولكن أحدا لم يغادر نظرا لانتشار البطالة
ومن خلال المناقشة مع العمال تكلم الشاب أحمد بحده معه مما جعله يخصم له اليوم مع تحويله للشئون القانونية التي أقرت الجزاء عليه بعد تحقيق صوري كان معدا من قبل أداره الشركة.
ولكن بعد فترة بدا العمال في الاجتماع خلف المصنع بعد ساعات العمل لمناقشة وضع المصنع وسياسات المصنع وسوء الإدارة التي تسببت في هذا الوضع المتأزم
وكان منظم تلك اللقاءات مع العمال هو أحمد ذلك الشاب الذي تم خصم يوم له من قبل.
كانت اللقاءات خلف المصنع مرصودة من العصافير الذين يحضرون اللقاءات وينقلون بالصوت والصورة كل كلمه تقال.
خشي مرعي من تفاقم الأمر وأن يتم شحن العاملين لدرجه لا يستطيع هو السيطرة عليها
خاصة أن اللقاءات أصبحت حماسية ويزداد اتباع أحمد يوما بعد يوم
وقد يستعين بعضهم بإحدى الجهات الحكومية مثل مكتب العمل أو الأمن الصناعي للشكوى من المصنع وإدخال المصنع في مشاكل لا تستطيع الإدارة حزمها أو الخروج منها
وقد يقوم العمال بأعمال تخرببية داخل المصنع. كل هذه الهواجس هجمت وبشدة علي فكر مرعي بيه
أشار مسرور أنه لا بد من وضع تلك اللقاءات تحت نظر الإدارة وبطريفه شرعية
والطريقة الوحيدة هي أنشأ نقابة للعاملين يختارون من يمثلهم من خلالها
وتم الإعلان عن إنشاء النقابة وفتح باب الترشح. كانت المنافسة شديدة بين الجميع للحصول على مقعد في تلك النقابة. كانت مميزات عضو النقابة مغريه فهو سيكون من المقربين لدي الإدارة وسيحصل على جميع الامتيازات ولن يستطيع أحد إنهاء خدمته أو عزله. نسي الجميع الغرض من اللقاءات وبدا الجميع في التصارع علي مقعد النقابة
كان التنافس بين أحمد الشاب الذي يجمعهم بعد ساعات العمل خلف المصنع والآخر هو مسرور مدير المصنع الذي بمنح الحوافز والترقيات والإجازات وكل شيء.
كانت دعاية أحمد هي فكرة استمرار تحسين حاله العمال من زيادة أجر ورعاية صحية وتأمينات اجتماعية و….
أما مسرور فهو لا يحتاج إلى دعاية فقد منح الحافز للجميع وفتح باب الاستئذان في مواعيد العمل وأعاد توزيع دولاب العمل فمن يؤيده ياخذ أعمال خفيفة أما من يؤيد أحمد فيحمل بأصعب الأعمال والمأموريات الشاقة
آتي يوم الانتخابات في حضور ممثلي الدولة
الصراع بين أحمد ومسرور الذي استغل كل صلاحيته في العمل لخدمة ترشيحه في النقابة خاصة أنه الرجل المقرب من مرعي بيه
انتهى اليوم والجميع في انتظار نتيجه الانتخابات. لم يتحمل أحمد الجلوس في المصنع وذهب إلى مكانه المفضل خلف مصنع الكراسي وطلب من صديقه حمدي أن يأتي إليه هناك بعد انتهاء الفرز وإعلان النتيجة.
ظل أحمد منتظرا حتى لاح له وجه حمدي هو يرفع أصبعيه وكأنه مشير للنجاح والنصر. انتفض أحمد من مكانه وعاجله بالسؤال أنا نجحت؟ هز حمدي رأسه باسي وأخبره أنه لم يحصل إلا على صوتين
أنا وأنت فقط
وفاز مسرور باكتساح وسط فرحة عارمة من العاملين وإطلاق الهتافات مثل مسرور مسرور هو هو
والولا ولا أهو مسرور بتاعنا اهو
ومن الزجاج الخلفي لمبني الإدارة كان مرعي يراقب المشهد وهو في غاية السعادة
وفي الصباح تمت مقابلة أعضاء النقابة وتسليم كل عضو كرسي هزاز من الجلد الطبيعي. وسال مرعي بيه مسرور
هي درجة حرارة الجو كام النهارده
فأجابه ٤٥ وتساؤل ليه يا مرعي بيه
فرد مرعي في عجالة أصل فاتورة الكهرباء جابه عالية الشهر دة وأنا قررت أفصل التكيفات في الوردية الليلية
تمت 

وراء مصنع الكراسي

وراء مصنع الكراسي

م محمود عبد الفضيل مصر 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار