المقالات

 التيسير علي المعسر

جريده موطني

التيسير علي المعسر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 التيسير علي المعسر

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا، أما بعد إن الرفق باب عظيم من أبواب الخير، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ” وفي الحديث الآخر عند مسلم أيضا ” من يحرم الرفق، يحرم الخير ” وإن على الأب الشفيق، والأم الرؤوم، والزوج، وذي المسؤولية في الناس أن يرفق بمن تحت يده، فلا يأخذهم إلا بحق، فإن من أعنف العنف أن يظلم الرجل الناس.

 

فيتتبع سقطاتهم، وينتظر زلاتهم حتى يشهر بهم، أو حتى يجعل ذلك سبيلا إلى الإضرار بهم، وإن العقل والحكمة والمعرفة بطبائع الحياة والأحياء، تقتضي تقبل الميسور من أخلاق الناس، والاجتهاد في إصلاحهم بالحسنى، والرضا بظاهر أحوالهم، وعدم التقصي عن سرائرهم، كما تقتضي قبول أعذارهم، والغض عن هفواتهم، وحملهم على السلامة وحسن النية، فليس من الرفق ولا الأدب، ولا الخلق الحسن، المسارعة إلى هتك الأستار والتعجل في كشف الخطايا، وإن من أفضل الصور لجبر الخواطر، هو تفريج الكروب وتيسير الأمور، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

 

” من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” رواه مسلم، فإن نفست عن مؤمن كربة ألا تجبر بذلك خاطره؟ وإن يسرت له ما تعسر من شؤونه ألا تجبر بذلك خاطره؟ وإن سترت عيبه وحفظت سره ألَا تطمئن قلبه وتهدّئ من روعه وتجبره؟ فجبر الخواطر يمكننا العثور عليه دائما في شتى الأمور، وإن لم يذكر صراحة نستدل عليه من أثره، يقول الإمام سفيان الثوري “ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم” ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أروع المثل في العفو والتصافح والتجاوز والتسامح والإعراض عن الجاهلين، والإحسان إلى الغافلين.

 

ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أروع المثل في العفو والتصافح ، والتجاوز والتسامح ، والإعراض عن الجاهلين، والإحسان إلى الغافلين، فعن السيده عائشةَ رضي الله عنها قالت” استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا، السام عليك، أى الموت عليك، فقلت، بل عليكم السام واللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم ” يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ” قلت، أَو لم تسمع ما قالوا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” قلت وعليكم ” متفق عليه، فعلينا جميعا أن نتأسي بسنة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فكان يجلس على الأرض، وعلى الحصير، والبساط، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده.

 

ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له” رواه أبو داود والترمذي، وعن أبي أمامة الباهلي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا” رواه أبو داود. التيسير علي المعسر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار