أين الرحمة يا رب !؟
بقلم: الشاعرة العراقية الأرمنية مارينا أراكيليان أرابيان
ضمير مصلوب علی مقصلة الوصول
تحت عباءۃ الشيطان ..
وضمير غائب في مراتع النزوات
لا يعي من حاضره إلا ليل وجاريات ..
وفاء أصبح من نادرات الأشياء
وفضيلة عسی أن تنير أصحابها
في خضم ليل إدلهم اسوداد
بل وتنطفیء علی قارعة المناجات
واستجداء أمل بتغيير الأحوال
شهيدٌ تلو شهيدٍ مضرج بالدماء
نعيد ذاكرة ماض مكلوم الجراح
ونستحضر حاضر موبوء العداء
فأين نحن من عهد الآخاء
وأيننا من وطن لا يدري ما الخبر
ساحاته معقل الجرائم والحِراب
لاقطاب تكابلت على الثروات
واستنزاف دماء الأبرياء
باتت القلوب خوابي تهتكت جدرانها
تنزف قطراتها واسفلها عوسج يستقيها
وتستعذبها أشواكه فتتبتل وترسلها
رماح غدر وفوضی وتدعي الربيع
“الربيع العربي تحت إمرۃ الغرب ”
فأي خنوع قلَّبَ الموازين
وأي صمت جعل الأصيل عبداً
وألبس العبد تاج السيادۃ
يسير متغطرسا يصدح بالريادۃ
أخلاق فقدت..ضمائر انعدمت
أزهق النبض على طاولة المزايدة
لفظت الأنفاس زفراتها الأخيرة
تأفأفت وتأوهت واستنطقت
الآهات هيهات هيهات
يا دهر الخنى من أمل مصلوب
مغلول مسجون
تحت ركام البؤس ونعال الظلم
والحق في وطني مكلوم مكلوم
أُترِعنا كأس العز حنضلا
وهِبنا رغيد العيش شوكاً داميا
رُسِمنا علی لوحات الفخر شهداء
ومُدّْت لنا موائد الكلأ جوعا
فما هكذا يوءتیٰ الكريم وهبا
وما هكذا يحنو أبٌ علی فلذۃ كِبدِِ
قد أتخمت أجسادنا جَلداً
وعقرت أرواحنا نُدباً
ففاضت الأعين دمعاً
ونطق الألسن رثاءً ونَدبا
ومع ذلك ما زلنا نرضع الغمام أملا
لعله يرطب أفواهنا المنادية خيرا
أصبحنا كالخاطي في مستنقع الاوحال مع كل
خطوة نغرق ونغرق حتى بتنا عاجزين عن الحراك
نستصرخ الصوت ملئ حناجرنا ولا من مُجيب
يلبي النداء
فبحت الحناجر ورقد الجسد تحت طمي
أفعالهم .. لكن الى حين .. 
وأني على قدر من الإيمان بتبديل الحال
بقدرة مُغيّر الأحوال
فسبحان ربي ذو الجلال
ف للباطل جولة وللحق جولات.أين الرحمة يا رب !؟