اخبار

بلجيكا تكسر الصمت الأوروبي.. فهل تطلق الدول العربية تحالفا دوليا لإنقاذ غزة؟

بلجيكا تكسر الصمت الأوروبي.. فهل تطلق الدول العربية تحالفا دوليا لإنقاذ غزة؟

 

بقلم : نبيل أبوالياسين 

 

بعد شهرين من القصف المتواصل والحصار الشامل، تُحاول إسرائيل اختطاف مصير غزة عبر “عملية عربات جدعون” التي تُخفي تحت شعاراتها العسكرية مخططًا لتهجيرٍ جماعي. تقارير “الجارديان” تكشف: سياسات التطهير العرقي والتجويع أصبحت إستراتيجية دولة بضوء أخضر من ترامب، بينما تُحذِّر بلجيكا من كارثة إنسانية، وتُطالب أوروبا بموقفٍ حازم، تطفو تساؤلاتٌ مُحرجة: أين التحالف العربي الإسلامي؟ هل يكتفي بالصمت بينما تُنفَّذ “رؤية ترامب-نتنياهو” لتصفية القضية الفلسطينية؟.  

 

الضوء الأخضر الأمريكي: من ترامب إلى نتنياهو.. حبلٌ مشنوقٌ للقانون الدولي 

 

ليست المصادفة أن تتزامن الضغوط الأمريكية على الأمم المتحدة لقبول المخطط الإسرائيلي مع تصريحات نتنياهو عن “الهجرة الطوعية” لغزة، تقارير “واشنطن بوست” تؤكد: إدارة ترامب تُعيد إنتاج سيناريو “الرصيف الإنساني” المخادع، حيث تُحوَّل المساعدات إلى أداةٍ لشرعنة التهجير، المسؤولون الأمميون يحذرون: النظام الإسرائيلي لتوزيع الغذاء يفتقر للحياد، ويُكرِّس التمييز، وهنا يصبح السؤال: هل تتحول المنظمات الدولية إلى غطاءٍ للجرائم بضغطٍ أمريكي؟.

 

عربات جدعون: خرائط الدم.. من الاحتلال الجزئي إلى التهجير الدائم 

 

ما تُسميه إسرائيل “عملية عسكرية” هو في الواقع خريطةٌ لإعادة هندسة ديموغرافية لغزة، و”جيروزاليم بوست” تكشف: الخطة تهدف إلى إخلاء 60% من القطاع، وحشر المدنيين في “مناطق آمنة” أشبه بمعسكرات اعتقال مفتوحة، والنائبة الأيرلندية تصف الواقع”بـ” انتهاكٌ تلو الآخر، بينما تُحذِّر الأمم المتحدة من أن الهجوم سيُضاعف أعداد الجوعى إلى مليوني شخص، والسيناريو الأسوأ؟، تحويل غزة إلى أرضٍ بلا شعب، كخطوةٍ أولى نحو ضمها.  

 

الرهائن والمساعدات: أدواتٌ في آلة الحرب الإسرائيلية 

 

رغم ادعاءات إسرائيل بأن الهجوم سيُحرر الرهائن، تعترف عائلاتهم بأن 24 فقط منهم أحياء، وأن التصعيد يزيد خطر موتهم، والمفارقة أن نتنياهو يرفض التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، بل يربط أي هدنةٍ باستسلام حماس، وهذه المعادلة تُكشف حقيقةً واحدة: الرهائن ورقةٌ في صراعٍ أكبر، وحتى المساعدات الإنسانية لم تسلم من التوظيف السياسي؛ فخطة التوزيع الإسرائيلية، بحسب مسؤول أممي “تنتهك مبادئ الحياد وتُغذي التطهير العرقي”.  

 

بلجيكا في الميدان: صرخة أوروبية وحيدة أم استثناءٌ سريع الزوال؟ 

 

في مشهدٍ نادر، تقف بلجيكا ضد التيار الأوروبي: وزير خارجيتها يصف حصار غزة بـ “العار”، ويدعو لوقف التورط في الجريمة، ولكن هل يكفي موقفٌ فردي لمواجهة تحالف “ترامب-نتنياهو”؟، والتسريبات تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي منقسمٌ بين ضغوط أمريكية وقلقٍ من انهيار الصورة الأخلاقية لأوروبا، وهنا يأتي دور الدول العربية: هل تستغل هذا الانقسام لبناء تحالفٍ مع بروكسل يُجبر واشنطن على التراجع؟.  

 

العرب والإسلاميون أمام الامتحان: صفقة القرن أم تحالف الإنقاذ؟ 

 

بينما تُنفذ إسرائيل “رؤية ترامب” لتهجير الفلسطينيين، تُسرع بعض الدول العربية إلى تطبيع العلوات، وكأن غزة جزيرةٌ منفصلة عن التاريخ، ولكن الموقف البلجيكي يفتح نافذةً للضغط: لماذا لا تتبنى الدول العربية تحالفًا دوليًا مع بروكسل لفرض عقوباتٍ على إسرائيل؟، وتقارير “هآرتز” الإسرائيلية تؤكد: نتنياهو يخشى التحرك العربي الموحد أكثر من أي سلاح، والسؤال الآن: هل تتحول الدبلوماسية العربية من “التهدئة” إلى “المقاومة القانونية”؟.

 

بلجيكا تكسر الصمت الأوروبي.. فهل تطلق الدول العربية تحالفا دوليا لإنقاذ غزة؟

ختامًا: إنالوقت ينفد، وغزة تُدفن تحت أنقاض الصمت الدولي، وكل وثيقةٍ مسربة، وكل تصريحٍ بلجيكي، وكل صرخةٍ أيرلندية، هي نداءٌ للضمير العالمي، والدول العربية والإسلامية أمام خيارين: إما أن تصعد إلى سُلم التاريخ بتحالفٍ جريءٍ مع الأصوات الأوروبية المُنصفة، أو تظل حبيسة صفقاتٍ هشةٍ تُسقط شرعيتها الأخلاقية، “عملية عربات جدعون” ليست مجرد خطة عسكرية، بل جرس إنذارٍ أخير: إما تحرّكٌ يُعيد الاعتبار للإنسان، أو صمتٌ يُشرعن جرائم القرن.

بلجيكا تكسر الصمت الأوروبي.. فهل تطلق الدول العربية تحالفا دوليا لإنقاذ غزة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى