المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
عندما قررت أمريكا ودول حلف الناتو القضاء على نظام حكم القذافي في ليبيا،
في عام 2011، لم يضعوا، حينها، خطة لإدارة البلاد لاحقاً، أو لعل الخطة كانت
أن تصل ليبيا إلى ما وصلت إليه الآن، من انفلات زمام الأمور بها، وانقسام داخلي
بوجود حكومة في طرابلس، وأخرى في بني غازي، كلتاهما تتصارعان على السلطة.
وقد دفع سوء الأوضاع في ليبيا، أن أعد البرلمان البريطاني تقريراً انتقد فيه رئيس
الوزراء، الأسبق، ديفيد كاميرون، لعدم وجود استراتيجية واضحة للحملة الجوية
البريطانية، على ليبيا، وأن التدخل العسكري البريطاني “لم يستند لمعلومات
استخباراتية دقيقة”، وكان سبباً في ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية”، بشمال أفريقيا.
واليوم يعيد التاريخ نفسه، في غزة، التي تواجه هجوماً غاشماً من إسرائيل،
دفع البعض للتفكير في إجابة لسؤال “وماذا بعد انتهاء المعارك في غزة … من سيتولى
إدارة القطاع؟”، وهو ما طرح بشأنه بعض السيناريوهات والبدائل، التي لم يتوافق عليها،
من جهات مختلفة، لما يتضمنه معظمها من تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها،
سواء بتهجير قسري لأبناء الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن، أو بتفويض
مصر لإدارة القطاع، أو إدارته بتحالف أممي.