أهداف بعثة الرسل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 22 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، لقد جعل الله عز وجل من أهداف بعثة رسله تزكية الإنسان، فالإسلام يدعو إلى تزكية النفس، ويفرض قيودا لضبط شهواتها، لأن الخالق سبحانه يعلم أن تلك القيود ضرورة إنسانية ملحة لحفظ كيان الفرد وتوازنه وسلامة المجتمع ونظافته، فالشهوات قوية جامحة وإرادة الإنسان ضعيفة، حب النساء وحب المال والبنين شهوات، ودوافع غريزية قد تصل في جموحها إلى درجة كافية لأن تدمر حياة الإنسان، حين يباح لها الإشباع بلا قيود ولا حدود، فالمؤمن يتحلى بضبط النفس ورباطة الجأش وهذا يتحقق بصفاء سـريرته وصدقه مع الله.
فيحصل له الثبات والسكينة، ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الحق الراسخ، وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وما جاء به من الدين الحق يثبتهم الله به في الحياة الدنيا، وعند مماتهم بالخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين بهدايتهم إلى الجواب الصحيح، ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا والآخرة، ويفعل الله ما يشاء من توفيق أهل الإيمان وخذلان أهل الكفر والطغيان، وهو الله تعالي الذي أنزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين بالله ورسوله يوم الحديبية فسكنت، ورسخ اليقين فيها ليزدادوا تصديقا لله واتباعا لرسوله مع تصديقهم واتباعهم ولله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض ينصـر بهم عباده المؤمنين وكان الله عليما بمصالح خلقه، حكيما في تدبيره وصنعه، وإنه لا يشك مسلم ولا عاقل في جرم السرقة وتحريمها في شرائع الناس كلهم.
مهما قل قدرها وخفيت سبيلها، نقودا أو منافع، منقولات أو عقارات، فقد حرّم الإسلام السرقة، وحذر من ضررها في الدنيا والآخرة، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أول الإسلام يبايع المسلمين رجالا ونساء على اجتنابها، فروى مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله عز وجل كما جاء في سورة الممتحنة” يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علي أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن” واعلم أيها السارق بأنك ستحاسب يوم القيامة، واسمع ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لعن الله السارق يسرق البيضه فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده” متفق عليه، واللعنة تعني الطرد من رحمة الله، فلك أن تتصوّر سرق بيضة فطرد من رحمة الله، وسرق حبلا فطرد من رحمة الله.
فلو كان إيمان هذا الإنسان كاملا في قلبه لما اجترأ على السرقة، لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن” رواه البخارى، ونفهم من قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟ أن تتلمس الإيمان في قلبك الذي هو سر سعادتك في الدنيا والآخرة، وإن سُلب من قلبك الإيمان لا قدر الله فأي سعادة ترجوها، وخاصة أننا عرفنا من سيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما بايع أصحابه الكرام قال صلى الله عليه وسلم ” بايعوني علي أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا” رواه البخاري، فيا أيها السارق أتعرض نفسك ألا يقبل الله عز وجل منك صدقة؟ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.أهداف بعثة الرسل