صبر الأديب
إذا لم تجد غير الوحدة صاحبا
فلا تحجر الدمع ينزل ساكبا
إخترت شمس الشرق مقاربا
وأمسى البدر في الغرب غاربا
أيقنت الذي في النهر صورة ضوئها
لشدة النور أخبرت القمر إنك كاذبا
تخيلت الصباح المضيء ليلا
وإذا بها أظهرت أحدى الذوائبا
لما كشفت عن حليتها الخمار
ظهر كمشدود أعناق الركائبا
تخال لؤلؤ مصفوف حول جيدها
خليط زمرد وياقوت صفا متقاربا
فمن ذا شبيه لها يسطع نوره
إذا ظهرت على الحسام ضاربا
تلك الغيوم الماطرات على
السفوح تفتخر بالبرق الكاذبا
تصبرت لهف قلبي آه حشاشتي
مضى سهمها القاتل يزيد النوائبا
لم يطرق باب القلب قبل مضيه
وينذر العين أن لاترفع لها حاجبا
وذا حاجب عضب الغرار صارما
يستل لامعا في الحومة ضاربا
تحملت صبر الأديب لأنني
رأيت الصبر أحلى عواقبا
عبدالواحد الجاسم