أغار
تكلمني ذات الإبتسامة الجميلة
قبل أن ينطق باسمها الفم
أغار عليها من أهلها وكل معارفها
و من فرشة الأسنان تلمس المبسم
يغيضني أعطافها من كل ثيابها
إذا البستها فوق جسم مُنعّم
وأحسد الإناء الذي يلامس ثغرها
إذا تناولت من الشراب المقدم
ِ أنا قتيلها منذ أول يوم عرفتها
فسؤالي لها لماذا تحللي سفك دم
أقول لها يا منية النفس أنا قتيل
الهوى والعشق لو كنتِ تعلم
لم يكون قتلي كما القتلى بصارم
ولكن رمتني من نظراتها بأسهم
ِ لها حكم على الإحساس لايماثله
عشق ليلى العامرية وبثينة والمتردم
وعلى بكاهـا أبكيـت كل صبابـة
لكن شقيت والنفـس قبـل التنـدم
فهيج لـي البكـاء قلبي من بكائهـا
وتحسرتُ فكـان الفضـل للمتـقـدمِ
وأقسمت بمن زين الحسن وجههـا
وأيقنت لا مثيـل لها من عـرب وعجم
يحرك شعرها المشط بالمسك والعنبر
قد فاح عطرهـا كـأن فيـه منـظـمِ
تحرك طرف عينها ترقب جمالها
نظرة مجروح الفؤاد لايتكلم
ِ أعرف إن الطرف قد قـال مرحبـا
وأهـلا وسهـلاً بالصديق المتيم
ِ إنْ ابقاني الله وقصدت بالحج بيته
دعوت لها بين المقام وزمزم
والاحجار اقبلهـا تسعـاً وتسعيـن قبـلـة
واوهبها لخدها البراق وانا محرم
لمـا تلاقينـا في الخيال وجــدت بنانـهـا
من كثرعضها تخضبت دم
قالت وأبدت في الحشا حر الجوى
و القـول كنادم لـم يتبـرّمِ
ُ فلا القول بهتانِ وزور وانت صادق
لكن لمـا رأيـتـك بعيدا امسكت معصم
أغار
عبدالواحد الجاسم