أخبار العالم

الدوحة.. مفاوضات حسّاسة بين حماس وإسرائيل ومخاوف من انهيار جهود التهدئة

الدوحة.. مفاوضات حسّاسة بين حماس وإسرائيل ومخاوف من انهيار جهود التهدئة

عبده الشربيني حمام

تحدّث موقع “أكسيوس” الأميركي عن بلوغ مفاوضات وقف إطلاق النار، الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بين وفدي حماس وإسرائيل، مرحلة دقيقة وحسّاسة، وسط تحذيرات متزايدة من أن الساعات المقبلة قد تكون حاسمة لمصير قطاع غزة.
وأفاد مصدر فلسطيني مطّلع على سير المفاوضات أن “رئيس وفد حماس، خليل الحية، طرح مطالب وُصفت بأنها لا تعكس بشكل كافٍ الوضع الميداني والإنساني المتدهور في قطاع غزة، الذي يواجه خطر عملية عسكرية إسرائيلية موسّعة خلال الأيام القادمة”.
وبحسب المصدر، فإن الوفد الإسرائيلي أبلغ الوسطاء أن استمرار غياب الردود الحاسمة من طرف حماس سيُقابل بتوسيع العمليات العسكرية في مناطق جديدة داخل القطاع، لا سيما في وسط وجنوب غزة.
وكان المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، قد صرّح في وقت سابق لوكالة “فرانس برس” أن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة قد انطلقت اليوم بالفعل في الدوحة، من دون شروط مسبقة.
من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان صادر الأحد، إن “فريق التفاوض يعمل حاليًا في الدوحة على استنفاد جميع الفرص من أجل التوصل إلى صفقة، سواء وفقًا للمقترح الأميركي، أو ضمن إطار إنهاء القتال، والذي يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن وتجريد غزة من السلاح وخروج مقاتلي حماس من القطاع”.
معاناة إنسانية غير مسبوقة
منذ أكثر من عام ونصف، يعيش سكان قطاع غزة تحت وطأة قصف متواصل وأزمة إنسانية خانقة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، ومنع دخول شاحنات الإغاثة، ما فاقم من معاناة المدنيين، خاصة النساء والأطفال.
وتُبدي مصادر دبلوماسية قلقًا متزايدًا من تعثّر المفاوضات نتيجة المواقف المتصلبة من كلا الطرفين، مشيرة إلى أن غياب الواقعية السياسية لدى بعض القيادات، إلى جانب تشدد الحكومة الإسرائيلية، قد يؤدي إلى انهيار المسار التفاوضي بالكامل.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تبدو أكثر تمسكًا بخيار التصعيد، وهو ما ينعكس على الأرض، في ظل دعوات متزايدة داخل غزة لقبول أي مبادرة قد تفضي إلى وقف الحرب، وتجنّب المزيد من الخسائر في الأرواح واتساع رقعة المجاعة.
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ أكتوبر 2023، عن استشهاد أكثر من 53,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 110,000 آخرين، بحسب تقارير طبية فلسطينية وأممية.
وتفيد بيانات صادرة عن الأمم المتحدة بأن نحو 90% من سكان القطاع نزحوا من منازلهم، في حين يواجه ما يقرب من نصف مليون شخص خطر المجاعة بسبب الحصار المستمر ومنع دخول المساعدات.
وفي هذا السياق، حذّر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، من “كارثة إنسانية غير مسبوقة” إذا استمر القتال، داعيًا إلى السماح العاجل بدخول المساعدات إلى القطاع.
تحذيرات إسرائيلية بالتصعيد
وفي تل أبيب، أكدت مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي “مستعد تمامًا” لمرحلة جديدة من التصعيد إذا لم تُسجّل انفراجة في ملف الرهائن ووقف إطلاق النار خلال الساعات المقبلة.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، عبر منصة “إكس”: “حان وقت الحسم… لا مزيد من الفرص لحماس. كل تأخير يعني خطرًا متزايدًا على جنودنا وعلى الرهائن”.
دور مصري محوري
وتواصل مصر جهودها الدبلوماسية الحثيثة لإنجاح مسار التهدئة، عبر التنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية، بهدف وقف إطلاق النار بشكل شامل ودائم، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع وتهيئة الأجواء لحل سياسي مستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى