
هنا نابل/ الجمهورية التونسية همسات فايسبوكية صباحية جمال المرأة في جمال أخلاقها
بقلم المعز غني
المرأة لا تحتاج إلى مُرشد أو ناصح ليُشعرها بأهميتُها في مُجتمع ناضج ومُتطور أو إلى رجل كبير في السن قد يكون لا يعرف إلا القليل من الخير ، لكن دائماً المرأة تُحذرك في تعامُلك معها وتقول في نفسها إياك أن تعتقد أنني بحاجة إليك أو ربما أُفكر في كلامُك ولا يهُم عندها عدد الأشخاص الذين تعرفت عليهُم أو قابلتهُم . المُهم حقاً عندها هو من يقف بجانبُها يُظهر لها حُــبه دُون الحاجة إلى الإختباء أو الإختباء وراء كلمات أُخرى لإثبات شُعوره حقاً تجاهها ، فهي لا تُفكر بأن تكون في صالة الألعاب الرياضية وهي أيضاً لا تمتلك ملابس سيرك لتكون مُهرجاً .
هل فكرت يوماً في هذا أو أنها جافة جداً فهذا بسبب أنها مُرهقة من تصرُفات البعض من الأشخاص أو رُبما أنها لا تنام من التفكير في العمل مثلاً أو لديها قلب مكسور أو متاعب حياتية لكنني مُتأكد من أن المرأة تمتلك عُيون ساحرة تبتسم دائماً وتتألق في نظراتُها ، فهي لا تحتاج إلى جراح جديدة لأنها تبقى جميلة رُبما يكون هُناك موت إحساس من شخص ما قد يكون قريب أو عزيز وسَبب ألم فظيع داخلُها ولا تُريد أن تقول ذلك لأنها لا ترغب أن يعرف أحد ما تُخبئه وراء إبتسامتُها .
فهي كل ما تطلُبه من البشر هو النظر إليها من بعيد لتُخفي آلامُها وتجاعيد الوجه المُدمرة لهذا السبب تراها مُتشددة لكنها دائماً وأبداً تكون جميلة . . .
فجمال المرأة من جمال أخلاقها . . .
ليس الجمال في ملامح الوجه ولا في تناسق القوام ، فهذه مظاهر زائلة تتغير مع مرور الزمن بل إن الجمال الحقيقي الذي يظل ويبقى هو جمال الروح ، وجمال الخُلق وجمال القلب.
إن المرأة الحقيقية ليست تلك التي تبهر العيون فحسب ، بل تلك التي تلامس الأرواح بصفائها ، وترتقي بالنفوس برقي أخلاقها.
جمال المرأة في حيائها ، في لطفها ، في عفتها ، في قدرتها على إحتواء من حولها بحكمة وصبر.
في زمن كثرت فيه المقاييس السطحية ، وبدأ البعض يركض وراء الصورة يظل الجمال الخُلقي هو الأجمل والأعمق أثراً فالمرأة ذات الأخلاق الرفيعة تبني ولا تهدم ، تضيء ولا تطفئ تسند ولا تجرح. هي نبض الأسرة وروح المجتمع وسر سكينة البيت.
كم من امرأة بسيطة في مظهرها ، عظيمة في أخلاقها لا تملك حُلياً من ذهب ، ولكنها تملك قلباً من ذهب تسعى بالخير وتحفظ اللسان وتغرس في أبنائها قيم الصدق والرحمة والإخلاص.
جمال الأخلاق لا يُصنع بمساحيق ولا يُقتنى من متجر ، بل يُزرع في القلب ويرتوي من نبع الإيمان والتربية السليمة.
وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ” فاظفر بذات الدين تربت يداك “. لم يقل بذات الجمال ، بل بذات الدين لأن الدين يُهذّب الخُلق ويُجمّل الروح ويصنع من المرأة إنسانة تُحَب وتحترم وتُؤتمن.
فلنُعد الاعتبار إلى الجمال الحقيقي ، ولنجعل من الأخلاق مقياس الجمال لأن المرأة إذا حسُنت أخلاقها ، زادها الله جمالاً في العيون ، ووقاراً في القلوب وبهاءً لا يبهت مهما تقدّمت بها السنون.
هنا نابل/ الجمهورية التونسية همسات فايسبوكية صباحية جمال المرأة في جمال أخلاقها
خلاصة القول :
جمال المرأة في جمال أخلاقها ، فهي زهرة تتفتح في القلوب قبل أن تُبصرها العيون فإذا أردنا لمجتمعاتنا أن تنهض ، فلنربِّ بناتنا على الخلق قبل المظهر وعلى الجوهر قبل القشرة ، فبذلك يكون الجمال حقاً جمالاً لا يزول ../.