اخبار

من قتل ” غنيوة الككلى ” … !!!؟؟؟

من قتل ” غنيوة الككلى ” … !!!؟؟؟

كتب : وائل عباس 

 

بين عشية وضحاها وعندما أسدل الليل أستاره أشتعلت النار في غرب ليبيا وتحديدا في طرابلس العاصمة .

ليبيا هى تلك الدولة التى أنشطرت إلى نصفين منذ قيام ما يسمى بالربيع العربي وسقوط نظام القذافي حتى يومنا هذا . 

 

نصف شرقى يحكمه الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير ” خليفة حفتر ” وبتأييد من مجلس النواب وعاصمته بنغازي ؛ والنصف الغربي بقيادة المجلس الأنتقالى ويترأسه ” خالد المشرى ” ويترأس حكومته ” عبدالحميد الدبيبة ” وعاصمته ” طرابلس ” ذلك المنتصف المدعوم من القوى الغربية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية ؛ ويتخذ من الميليشيات المسلحة قوة ردع له فى مواجهة الجزء الشرقى بقيادة ” خليفة حفتر ” والذى حاول مرارا توحيد ليبيا حكومة وشعبا ! تلك الميليشيات التى بلغت حوالى ٣٠٠ ميليشيا منذ الأنقسام وحتى يومنا هذا .

 

أشتعلت النار وتناحرت الميليشيات وأقتتل الأهل والأخوة نصرة لأطماع سادة الميليشيات وعرابى الدماء وماڤيا سرقة الأوطان .

وبدأ العرض الدموى القاتل فجأة والذى حمل بين طياته رائحة الموت بين طلقات المتقاتلين … !!!

 

وتعود القصة إلى العهد القريب حيث يسدل الستار على الحلقة الأخيرة فى حكم القذافي بموته ! واندلاع ما يسمى بثورة الربيع العربي لتفتح السجون ويخرج منها القتلة والخارجين عن القانون ؛ وينطلق منها أحد أبطال قصتنا اليوم وهو أحد أكبر أباطرة تجارة المخدرات في ليبيا ؛ مجرم وقاتل محترف يدعى ” عبدالغنى بلقاسم خليفة الككلى ” أو ” غنيوة الككلى ” كما يطلقون عليه ؛ والذى ولد في مدينة بنغازي ثم أنتقل منها إلى طرابلس ؛ بدأ حياته عامل فى مخبز ثم جزارا ؛ ولم يجد في الحلال مبتغاه فأحترف تجارة المخدرات وأستخدم القوة درعا لتجارته وسيفا لغايته ومبتغاه ؛ حتى أودى به سلوكه الأجرامى إلى غياهب السجون الليبية في حقبة القذافي بتهمة القتل العمد ؛ وعند سقوط النظام خرج من السجن ليجد أن فرصة الكسب السريع أصبحت ليست فى تجارة المخدرات وحدها ؛ بل يوجد ما هو أكثر ربحا وتأثيرا وشهرة من تجارة المخدرات ألا وهى صناعة الميليشيات ؛ وهى لا تختلف كثيرا عن تكوين التشكيل العصابى بل هى أكثر عددا وعدة وخصوصا بعد أن أصبحت مخازن الأسلحة الليبية في أيدى العامة وتباع في الأسواق من المسدس حتى المتعدد والقنابل والمدافع والصواريخ المحمولة كتفا ؛ وبالفعل أستطاع فى وقت قصير أن يكون ميليشيا من أنصاره وأتباعه من الخارجين عن القانون ويطلق عليها أسم ” ميليشيا الأمن المركزي ” وقد أختار أسما له شرعية ويحمل بين طياته صبغة القانون ؛ وساعده على ذلك تناحر الكل على السلطة وأحتياجه للتأمين والقوة ؛ وأبرز تلك الميليشيات كانت ميليشيا ١١١ والتى شكلها ” عبدالحميد الدبيبة ” عندما كان وزير دفاع ؛ والتى تصدت لمحاولات ” حفتر ” لتوحيد ليبيا وضم الغرب للشرق الليبى ؛ وذلك بدعم ومساعدة ميليشيا ” الككلى ” والتى غير اسمها من ميليشيا ” الأمن المركزي ” إلى ميليشيا ” دعم الأستقرار ” وشرعنها المجلس الرئاسى السابق بقيادة ” محمد المنفى ” وكان أبرز مساعديه آنذاك ” ايوب ابوراس ” و ” حسن ابوزريبة ” وقد تخلص منهم ” الككلى ” عندما حاولوا الأطاحة بالدبيبة ودعم ” فتحى بشاغا ” فتم الأطاحة بهما .

وهنا يجب أن نبرز إلى المشهد أبرز ميليشيات بجانب ميليشيا” الككلى ” وهى بالأضافة إلى ” ١١١” ميليشيا ” 444″ بقيادة ” محمود حمزة ” والذى لعب دورا بارزا في إسقاط نظام القذافي ؛ وتلك الميليشيا مدعومة من المخابرات التركية بالسلاح والأموال ناهيك عن المعلومات المخابراتية وتلك الميليشيا هى الذراع التركى فى ليبيا ؛ وأيضا ميليشيا ” قوات الردع ” جهاز الردع لمكافحة الجريمة ؛ تلك ابرز اربع ميليشيات مسيطرة على الوضع غربا .

من قتل ” غنيوة الككلى ” … !!!؟؟؟

نعود مرة أخرى إلى ميليشيا ” دعم الأستقرار ” أو ميليشيا ” الككلى ” والتى قام على ذيادة عدد أفرادها وتسليحها التسليح الذى جعله مسيطرا سيطرة تامة على الوضع هناك ؛ وقام بتعيين أحد أنصاره والملقب ب ” محمد الخوجة ” وتكليفه بتولى إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية ؛ وكان مسؤولا مسؤولية كاملة عن أحتجاز المهاجرين غير الشرعيين إلى آوروبا عن طريق السواحل الليبية ؛ لكن فاقد الشيء لا يعطيه وكيف يحفظ الأمن من لا أمان له ؛ فقد قام ” الخوجة ” والككلى ” بالأتجار بالبشر وتهريب المهاجرين غير الشرعيين بالأشتراك والتعاون مع الماڤيا العالمية ؛ ناهيك عن تهريب السلاح إلى السودان والتعاون مع تنظيم الأخوان العالمى … !

بدأ الككلى يفرض سيطرته ونفوذه على كل مقدرات المنتصف الليبى الغربى ؛ وتحكم فى مرافق الدولة المهمة وأبرزها هيئة أمن المرافق الحكومية ؛ وهى المسؤولة عن نقل الأموال ما بين البنوك ومصرف ليبيا المركزي ؛ كما استحوذ على شركة الأتصالات الليبية والمسماه بالشركة العامة للأتصالات بطرابلس ؛ وقام بخطف رئيس مجلس إدارتها قبل أسبوع من أغتياله ؛ وهنا كانت القشة التى قصمت ظهر البعير ؛ لقد رأى الدبيبة أن الككلى أصبح خطرا يهدده هو شخصيا وحان الوقت للتخلص منه ؛ ومن هنا صدر قرار غير معلن بضرورة تصفيته ؛ وكانت البداية بأشعال النزعة القبلية وذلك من خلال ميليشيا ” مصراته ” والذى ينتمى رئيس مجلس إدارة شركة الأتصالات لتلك المدينة ؛ فرأت ميليشيا مصراته أنه يجب عليها الثأر لأحد أبناء عشيرتها ؛ ودبر الأمر بليل وبتوجيهات ” الدبيبة ” ؛ فتناحرت الميليشيات لوقت قصير حتى دعى قادتها لوقف الأقتتال وضرورة أجتماع قادة الميليشيات البارزة وذلك بمعسكر ” التيكبالى ” التابع للواء 444 ؛ وبالفعل لبى ” الككلى ” الدعوة كأحد أبرز قادة الميليشيات ودخل المعسكر وسط ما يزيد عن ١٠ رجال من حرسه الخاص ؛ فوجد قادة الميليشيات وحراسهم مجتمعين ؛ وأثناء لحظه جلوسه قام أقرب القادة مسافة منه بأطلاق النار على رأسه ليرديه قتيلا ؛ ثم يقوم الحرس بتصفيه كل حراسه الشخصيين ؛ ليتجه بعد ذلك كتائب من كل الميليشيات مباشرة إلى مقرات الميليشيا التابعه له ليصفوا أبرز رجاله وقادته من الصف الثانى ؛ وهنا دليل واضح أن الأمر ليس أرتجاليا ولكنه مدبر ومخطط له مسبقا ؛ وهو الأمر الذي جعل المتبقي من أفراد ميليشياته ورجاله بعد أستيعاب صدمة الغدر أن يبدأوا فى رد الفعل والذى نشأ عنه الحرب الضروس التى تجرى أحداثها في شوارع طرابلس منذ أيام وحتى الآن ؛ وذلك أن الككلى ليس مجرد رجل ميليشيا عادى ؛ ولكنه اصبح جزء من ماڤيا عالمية لها مصالح عبر ليبيا وداخل ليبيا

من قتل " غنيوة الككلى " ... !!!؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى